بلدي نيوز - (خاص)
مع اقتراب موعد جني ثمار شجر الزيتون في درعا، لا يتوقع المزارعون في الريف موسماً جيداً لهذا العام، في زيتون المونة أو زيتون الزيت، وذلك لعدة أسباب في تقديراتهم تأتي أولها في استغناء العديد من المزارعين عن محاصيلهم عبر قطع أشجارهم للتدفئة، بعد غلاء وندرة مواد المازوت والحطب والتي يصعب تأمينها لغلاء ثمنها، مما يضطر الفلاحين لاقتطاع الحطب من أشجارهم.
"أبو ياسين" فلاح من ريف درعا، قال لبلدي نيوز "إن التكاليف التي ترتبها الحياة اليومية على المزارع تضاعفت عدة مرات، مما دفعه للتفكير بالاستغناء عن أشجاره التي تتطلب منه جهدا ومالا لكي تشكل له مردوداً وربح مقبولاً نسبياً".
وأضاف أبو ياسين أنه "في مقابل ضعف قدرته أساسا على دفع تلك المبالغ ومن ثم جمع مبلغ 100 ألف ليرة كي نؤمن طن حطب واحد لا يكاد يكفي شهرا واحدا إذا أتى برد قارص، مما يدفعني إلى الاستغناء عن الجزء الأكبر من أشجارنا لتوفير مادة الحطب لفصل الشتاء".
من جانبه، اعتبر "نضال" وهو خريج معهد متوسط في الزراعة أن "تكلفة السماد وغلاء المياه، وقلة الأمطار التي تحتاجها الأشجار، هو ما يدفع غالبية الفلاحين إلى الاستغناء عن أشجارهم"، مضيفاً أن "هجرة رؤوس الأموال قللت نسبة الاستثمار الزراعي بشكل كبير، وذلك بعدما كانت منطقة حوران أحد أكبر منتجي زيت الزيتون وزيتون المونة بعد محافظة إدلب على مستوى سوريا".
ويعيش أبناء محافظة درعا على هاجس تأمين المحروقات لهذا الشتاء، بعد غياب مادة المازوت الأنباري الرخيص نسبياً، والذي كان يهرب من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" سابقاً إلى مناطق درعا المحررة، الأمر الذي فاقم من عملية احتطاب الأشجار وخصوصاً شجر الزيتون، لما يشكله هذا النوع من جودة في الاحتراق، نسبة إلى باقي الأشجار في ريف درعا.