بلدي نيوز - (كنان سلطان)
لاقت تصريحات (وليد المعلم) وزير خارجية النظام، التي عبر فيها عن استعداد النظام للحوار مع الأكراد من أجل "إدارة ذاتية"، ترحيبا من الأوساط الكردية، في وقت شكك آخرون بصدق النظام إزاء أي طرح يقوم على أساس تقاسم النفوذ والسلطة مستقبلا معه.
وجاء حديث (المعلم) عن ذلك في مقابلة أجراها مع قناة روسيا اليوم؛ حيث قال: "إن السوريين الأكراد يريدون شكلاً من أشكال الإدارة الذاتية ضمن حدود الجمهورية العربية السورية، وهذا الموضوع قابل للتفاوض والحوار".
ووفق ما يطرح (المعلم)؛ فإن ذلك يكون: "عندما ننتهي من القضاء على داعش يمكن أن نجلس مع أبنائنا الأكراد ونتفاهم على صيغة للمستقبل".
وجاء رد حزب الاتحاد الديمقراطي، بوصفه صاحب المشروع، إيجابيا ومرحبا لطرح النظام، حيث يرى أن لا فرصة سوى لحل سياسي تفاوضي ويقصد هنا مع النظام.
وقال (صالح مسلم) الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في تصريحات إعلامية؛ إن النظام السوري مطالب بأكثر من تصريحات وزير الخارجية (المعلم).
وألمح إلى العلاقة الودية مع روسيا، وبأنهم يعملون على تعميقها، ويتطلعون إلى أن تلعب دورا هاما في حل المسألة السورية بطرق "ديمقراطية"، مشيرا إلى أن ميزان القوى قد تبدل.
وفي تصريح خاص لبلدي نيوز؛ قال الناشط السياسي (حمد الطلاع)، :المتتبع لمسار الثورة السورية والموقف الأميركي منها؛ يدرك أن (بشار الأسد) لم يلقَ مصير أقرانه، (زين العابدين، والقذافي، ومبارك) فالحماية الأميركية حالت دون سقوطه مبكرا، من خلال إطلاق يد (الروس والإيرانيين) في سورية، والمنع المطلق لوصول أي سلاح يمكنه تحييد القوة الجوية إلى يد الثوار".
(الطلاع) يرى بأن "هذا الموقف الأميركي لم يكن بالمجان، إنما هو ثمن موافقة (الأسد) على الدخول في لعبة إنتاج الشرق الأوسط الجديد، المبني على إعادة رسم الخرائط السياسية والديمغرافية والجغرافية للمنطقة، والتي بدأها الأميركان من العراق".
وبحسب (الطلاع)؛ فإن "الرؤية الأميركية لا يمكن لها التحقق، إلا بفرض سطوة المحور الإيراني على المنطقة، وبناء عليه تمت شيطنة السنة في كل المنطقة، ووصمهم بتهمة الإرهاب، من خلال تمكين (داعش والقاعدة) من احتلال المناطق السنية في البلدين، وذلك لتبرير التغاضي الدولي عما يفعله المحور الإيراني من أعمال قتل وتهجير، وصولاً إلى تحقيق الرؤية الأميركية في التغيير الديمغرافي والجغرافي لهذه المنطقة".
وأردف "لذلك فإن الطرح "الأسدي" على "ب ي د" بالاستعداد لمناقشة الفدرالية الكردية، و قبول "ب ي د" بذلك ليس وليد اللحظة، وليس وليد مسارات طارئة للأحداث، إنما هو وليد الاتفاق بين "الأسد" شخصياً والأميركان، منذ الأيام الأولى للثورة".
ويدلل على ذلك بقوله: "أول من ساعد ميليشيات ب ي د على إنشاء الذراع العسكري وتسليحه والتنسيق معه عسكرياً واستخباراتيا، وأمن له الغطاء الجوي في مواجهة الجيش الحر، الذي وصل إلى مشارف مدينة (القامشلي) قبل استحضار إيران داعش هو نظام الأسد، وأمام أعين الأمريكان، إلى أن وصل هذا التنظيم العسكري والسياسي إلى مرحلة تمكن الأمريكان من إقناع العالم بضرورة دعمه في مواجهة التنظيمات الإرهابية، في حين أن الأمريكان عملوا بكل الوسائل والضغوط على تفتيت كتائب (الجيش الحر) التي كادت أن تسقط نظام الأسد عام 2013".
ونوه (الطلاع) في حديثه إلى "أن ما نراه اليوم هو تحصيل حاصل لنتيجة التفاهمات الأميركية الإيرانية، والتي أرغمت روسيا على قبولها بعد توريطها من قبل أمريكا في الوحل السوري، والوصول إلى مرحلة الأقاليم، التي تهيمن عليها أطراف متحالفة ضمنا مع "إسرائيل"، ويمكن لها تأمين استقرار الحدود الشمالية لها، كنظام (الأسد)، وأطراف تشكل هاجسا وخطرا على (تركيا) التي تعد من أكبر المتضررين مستقبلاً من مشروع "الشرق الأوسط الجديد" كتنظيم "ب ك ك" وفرعه في سورية "ب ي د".