بلدي نيوز - (طارق الخوام)
تعاني مراكز رعاية "الصم والبكم" في الغوطة الشرقية والمخصصة لمعالجة وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، من القصف الذي تتعرض له الغوطة بشكل يومي، كما تعاني المراكز من نقص في المعدات الطبية وصعوبة في إخلاء الحالات الطبية التي تحتاج للعلاج خارج الغوطة، بسبب مماطلة النظام ومنعه إخراج المرضى لتلقي العلاج خارج الغوطة المحاصرة.
مدير مركز " النور" للصم والبكم في الغوطة الشرقية "أبو عبد الرحمن"، قال لشبكة بلدي نيوز "عدد الأطفال المصابين بالصم والبكم في الغوطة الشرقية وخاصة في القطاع الأوسط حوالي 70 حالة بينهم حالات وراثية، ومن بينهم 10 حالات مكفوفين، وهي إصابات ناتجة عن الأصوات القوية التي تنتج عن قصف قوات النظام لمنازل المدنيين، وأغلب هذه الإصابات تكون في السنة الأولى من عمر الطفل".
وأضاف "أبو عبد الرحمن": "المركز يعاني في الغوطة الشرقية من نقص المعدات اللازمة لتدريب مثل هذه الحالات، وخاصة السماعات التي توضع لضعيفي السمع والتي يتراوح سعرها بين 350$ دولار أمريكي و400$ وهي نادرة بسبب الحصار المفروض على الغوطة الشرقية".
وأردف "أبو عبد الرحمن": "الأطفال يتعلمون لغة الإشارة ليستطيعوا التواصل فيما بينهم، بالإضافة إلى القراءة والكتابة حتى يندمجوا مع أقرانهم في المجتمع، ونقوم بتأمين جلسات نطق لضعاف السمع بسبب تأخر النطق لديهم".
وأشار "أبو عبد الرحمن" إلى أن الأطفال يتعلمون في المركز لغة المكفوفين "لغة بريل" المخصصة لهم، وهي تأتي على شكل أحرف نافرة لكي يستشعر بها الطفل لتعلم القراءة ولندرة هذه الوسائل نقوم بتعليمهم عن طريق السمع، واستطعنا تأمين بعض الكتب للمركز.
وأكد أنه لا يوجد في الغوطة الشرقية أي مركز لعلاج حالات الصمم أو مراكز مختصة بتركيب وصيانة مقويات السمع، ولا مراكز للعناية بالصحة النفسية، بالرغم من أهميتها وخاصة في حالات الأطفال الطارئة والتي يمكن معالجتها بالاعتماد على الطب النفسي، إضافة للعمليات الجراحية.
من جهته، قال "خالد الشامي" وهو أب لطفلة فقدت سمعها جراء القصف لبلدي نيوز: طفلتي لم تقبل التخلي عن مدرستها وعن صفها التي عاشت فيه أجمل أيام دراستها بسبب فقدها لسمعها، ولكن لم تستطع معلمتها التأقلم مع وضعها الصحي لعدم خبرتها بالتعامل مع هذا النوع من الحالات، فهي طالبة نشيطة، لا تكل ولا تمل حتى تتعلم، 5 سنوات من عمرها هذا فقط ما استطاعت ان تسمع من كلامي وكلام أمها، ومكثت في مدرستها رغم الصعوبة في التواصل مع معلمتها ولم تيأس من حالتها".
وأضاف الشامي أن مركز الصم والبكم كان الحل الأمثل لحالة طفلتي، وعند انتقالها إلى المركز تغيرت نفسيتها بشكل إيجابي، وأصبحت تحب مدرستها الجديدة، خاصة أن كل أصدقائها يعانون نفس مشكلتها.
ربما ستنتهي الحرب ذات يوم، لكن آثارها السلبية على نفوس الأطفال لن تنته، فهم الضحية الأولى التي عانت وحرمت من حقوقها دون سبب، ذنبهم الوحيد أنهم سوريون، رفض أهلهم ترك مدنهم الثائرة، وصمدوا فيها رغم القصف والحصار، لعلهم يعودون لحياتهم الطبيعية يوماً ما.