بلدي نيوز-(كنان سلطان)
تتفاقم معاناة المدنيين الذين فروا من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" في محافظة دير الزور، قاصدين مناطق تسيطر عليها ميليشيات قوات سورية الديمقراطية "قسد"، وتحكمها ميليشيا "ي ب ك" الانفصالية فعلياً، حيث يقبع هؤلاء في مخيمات؛ هي ساحات للموت العبثي المتربص بحيواتهم، فمنهم من مات جوعا ومنهم من مات بعد أن غلبه المرض، ولم تنجح المحاولات في إقناع "حراسهم" للسماح لهم بالوصول إلى المشافي وتلقي العلاج، في مشهد يظهر انعداماً أخلاقيا وإنسانيا لدى هذه الميليشيات.
في هذا السياق؛ توفي طفل اليوم الأحد، جراء إصابته بالجفاف، في الوقت الذي تعاني طفلة أخرى وتنازع الموت بذات المرض، وكانت قد توفيت طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات في الخامس والعشرين من شهر آب الجاري، وقبل ذلك بيومين توفي شاب من أهالي دير الزور، جميعهم قضوا في مخيم (السد) الذي أنشأته ميليشيا "ب ي د" جنوبي مدينة الحسكة، إلى جانب عدد من المخيمات الأخرى، جراء نقص الرعاية الطبية وعدم السماح لذويهم بإسعافهم إلى مشافي المدينة.
وعن الوضع في هذا المخيم، قال (محمد حسان) المتحدث الإعلامي باسم حملة" مخيمات الموت": "بالنسبة للوضع داخل المخيمات فهو يزداد سوء، وعلى وجه التحديد مخيم (السد) في الحسكة، فحالات الوفيات تتزايد يوما بعد يوم، ضحاياه هم من الأطفال والشيوخ، نتيجة نقص الرعاية الطبية، والإصابة بأمراض تحتاج عناية خاصة منها مرض بالجفاف الذي يصيب الأطفال".
وأضاف (حسان) في حديثه لبلدي نيوز "الظروف المحيطة والأمراض ونقص الرعاية، وإصرار ميليشيات "قسد" على عزل النازحين، في مخيمات الموت هذه، فاقمت من صعوبة الوضع، وبات هؤلاء في مواجهة مفتوحة مع الموت، ولا وجود لأي أفق لتلافي هذا الوضع، في ظل تخاذل الأطراف المعنية بهذا الموضوع .
وتابع المتحدث باسم حملة "مخيمات الموت": "اليوم توفي طفل من مدينة (العشارة) وهناك طفلة تعيش وضعا صحيا حرجا، مهددة بأن تفارق الحياة في أي لحظة، وهي تعاني مرض الجفاف، وفشلت كل المحاولات لإسعافهم، حتى اللحظة، نتيجة تعنت ميليشيات قسد، ومنعها الأهالي من إسعاف مرضاهم".
وعن المسؤوليات التي تقع على عاتق الأطراف المعنية برعاية النازحين والمخيمات بشكل عام، يقول (حسان) "من يتحمل هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه مخيمات الموت، هي ميليشيات قسد وحزب (ب ي د) ومسلحيه، خاصة وأن هذه المخيمات تقع ضمن مناطق سيطرتهم، إضافة إلى المسؤولية الكبيرة للمنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي لا تتدخل بشكل إيجابي وجدي، لوضع حد ونهاية لمأساة النازحين، والإشراف على المخيمات والكيفية التي تدار بها".
يشار إلى أن حملة بهذا الصدد أطلقها مجموعة من النشطاء في منتصف شهر آب/أغسطس الحالي، بهدف تسليط الضوء ولفت النظر إلى الأوضاع الحرجة التي يعيشها آلاف النازحين في مخيمات تفتقر للحدود الدنيا من مقومات الحياة، فروا من مناطق الصراع في محافظات (دير الزور والرقة وريف الحسكة الجنوبي)، والتي حولتها الميليشيات التي تسيطر على المنطقة إلى معسكرات اعتقال وليس مخيمات للاجئين.