لمن تسلّم واشنطن مفاتيح ديرالزور؟ - It's Over 9000!

لمن تسلّم واشنطن مفاتيح ديرالزور؟

بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
تمثل محافظة ديرالزور شرقي سوريا، أهمية استراتيجية كبيرة لأي طرف ينجح بالسيطرة عليها، فعلى الصعيد الاقتصادي هي المحافظة الأغنى نفطيا، ويشكل مخزونها نحو 40% من ثروة سوريا النفطية، وعلى الصعيد السياسي ستتيح السيطرة عليها دعما سياسيا كبيرا للجيش الحر أو حتى للنظام؛ ومن الناحية الجيواستراتيجية تعتبر المحافظة الخط الفاصل بين سوريا والعراق.
وتعد ديرالزور المعقل الأهم والأكبر المتبقي لتنظيم "الدولة" في سوريا، والطرف الذي سوف يسيطر عليها سوف يفرض نفسه كشريك قوي في محاربة التنظيم.
تحاذي المحافظة الحدود العراقية السورية، حيث تربطها بالعراق مسافة 250 كليو مترا، والسيطرة على هذا الحدود تعني حرمان إيران من ربط دمشق ببغداد وبالتالي طهران، وهذا مصلحة أمريكية معلنة باعتبار أن واشنطن طالما صرحت بمنع ذلك، وقصفت "الحشد الشعبي" وهو ميليشيا عراقية تبتع لطهران عند التنف.
وعن سبل الجيش الحر في دير الزور لتحرير المحافظة ومنع النظام من الوصول إليها، تحدث بلدي نيوز إلى قيادات في الجيش الحر في البادية السورية، حيث يعمل فصيلا "أسود الشرقية" و"مغاوير الثورة"، وهما من أبناء محافظة ديرالزور، خاصة بعد سيطرة النظام على مدينة السخنة أخر معاقل تنظيم "الدولة" بريف حمص، وبعد تقدمها في ريف الرقة الجنوبي واقترابها من السيطرة على مدينة معدان، حيث أصبحت على مسافة نحو 60 كليومترا من ديرالزور.
واعتبر "محمد جراح"، وهو المتحدث باسم جيش مغاوير الثورة المتمركز في معبر التنف عند الحدود السورية العراقية، تقدم النظام على حساب تنظيم "الدولة" جاء بالتنسيق مع الأخير، حيث قطع النظام الطريق على الجيش الحر للوصول إلى ديرالزور عبر الوصول للحدود العراقية بالتنسيق مع التنظيم لخلط أوراق الجيش الحر وخططه لتحرير المحافظة.
وأضاف الجراح، "من أجل تحرير دير الزور، فإن الجهاز السياسي لمغاوير الثورة يتجهز لإطلاق مشروع باسم الجيش الوطني لتحرير الشرقية، ينضوي تحته كل فصائل الجيش السوري الحر"، مشيرا إلى أن هناك أكثر من خيار للتحرك باتجاه ديرالزور، منها التحرك من الشدادي جنوبي محافظة الحسكة أو من قاعدة الزكف في البادية السورية".
ولفت إلى أن مشروعهم في الجيش الوطني لتحرير ديرالزور، لاقى صدى جيداً بين ثوار المنطقة الشرقية وسوف يصدر بيان يسانده من قبل ضباط منشقين وقادة بالجيش الحر من المنطقة الشرقية في سوريا خلال الأيام القادمة.
من جانبه قال سعد الحاج، وهو الناطق باسم فصيل أسود الشرقية التابع للجيش الحر، إن طرق النظام التي يسلكها حاليا باتجاه ديرالزور بعيدة عن مواقع الجيش السوري الحر، إلا أن الجيش الحر يقاتل في البادية السورية لمنع النظام من التقدم باتجاه ديرالزور من البادية.
وشدد الحاج على أن هناك إمكانية كبيرة للحصول على دعم من التحالف لفصائل البادية باتجاه التقدم لدير الزور، لكن ذلك لم يحصل إلا في حال توحدت الفصائل في البادية، مشيرا إلى أن توحد الفصائل العاملة في البادية ثم انطلاقها من البادية باتجاه ديرالزور، هو الحل الأمثل لتحرير المحافظة الخاضعة بغالبيتها لسيطرة تنظيم "الدولة".
ورغم كل هذه التطورات الميدانية المتلاحقة، لا تبدو معركة ديرالزور سهلة وبسيطة، كما يتصورها المتسابقون، فلا تزال معركة الرقة التي تقودها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بلا حسم بعد أكثر من شهرين على بدء المعركة.
وعلى الرغم من التقدم الملحوظ لقوات النظام وإيران باتجاه مدينة ديرالزور، إلا أن البنتاغون لم يصدر عنه إشارات تحضيرية للمعركة التي يقدر صعوبتها، كما لم يبدِ استعدادا لتسليم مفاتيح المدينة لقوات النظام وميليشيات إيران الزاحفة من البادية السورية في ظل الصراع الإعلامي المحموم حول البادية، وتوجهات واشنطن في الحد من النفوذ الإيراني الذي يسعى إلى تأمين معبره الواصل بين طهران والبحر المتوسط.

مقالات ذات صلة

روسيا تصرح باستهدافها "جيش سوريا الحرة" في التنف

بعد تعزيزات النظام في السويداء.. أمريكا وأوربا تحذران من التصعيد العسكري

زيارة مفاجأة لوفد من التحالف الدولي إلى مخيم الركبان

طالت أفرادًا وكيانات إيرانية ... الولايات المتحدة وبريطانيا تفرض حزمة عقوبات جديدة

وكالة فرنسية: ميليشيات إيران قلصت وجودها جنوب سوريا

إدانة أمريكية لاستهداف قواتها شرقي سوريا