بلدي نيوز – (منى علي)
شنت قوات النظام مدعومة بميليشيات طائفية متعددة الجنسيات، و"حزب الله" اللبناني، هجوماً هو الأكبر على مدينة درعا، أمس الأحد، وبمساندة غير مسبوقة من سلاح الجو الروسي، مستهدفة حي المنشية الإستراتيجي، ودرعا البلد، وأحياء أخرى تقع تحت سيطرة الثوار، فيما تحدث مراسلو بلدي نيوز عن حشود برية غير مسبوقة لبقايا قوات النظام و"حزب الله" الذي تدل خسائره الكبيرة يوم أمس (أكثر من 10 قتلى) على زج كامل طاقته القتالية في المعركة.
وعلى الرغم من أن درعا هي من بين مناطق "خفض التصعيد" الأربع، التي تم التوافق عليها في "أستانا4"، إلا أن النظام وحلفاءه حاولوا استباق رسم خرائط وحدود تلك المناطق لإحداث تغيير على الأرض يفرض خرائط جديدة، وهو ما يفسر تأجيل موعد انطلاق "أستانا5" الذي كان مقرراً أمس الأحد في 4 حزيران، إلى يوم 12 حزيران، أي أن روسيا أعطت فرصة تتجاوز الأسبوع لنظام الأسد وحلفائه لفرض تغيير في واقع السيطرة بدرعا قبل الشروع برسم حدود "خفض التوتر".
ومع استفراد روسيا بمسارات مفاوضات "أستانا"، لم تجد كبير معارضة في تأجيل موعد رسم الخرائط المتفق عليه سابقا، كما أنها لا تجد عراقيل من أطراف دولية أو إقليمية في معاركها ضد الثوار في درعا الآن، أو غيرها من المناطق السورية سابقاً.
محللون رأوا في الخطوة الروسية إتاحة فرصة للنظام والميليشيات لتغيير الواقع العسكري على الأرض، لفرض السيطرة على جزء من درعا قبل رسم الخرائط، بحيث يتم قضم الجزء المتبقي بعد رسم الخرائط عن طريق "المصالحات"، وهي الخطة التي أعدتها روسيا للاستيلاء على اثنتين من مناطق "خفض التوتر" على الأقل، حيث قال ما يسمى "وزير المصالحة" في حكومة النظام، علي حيدر، إن ريف حمص الشمالي المشمول باتفاقيات "خفض التوتر"، سيتم عقد "مصالحات" فيه، ما يعني احتلاله وتهجير سكانه وثواره إلى الشمال السوري كالعادة، يساعد على ذلك أن المنطقة معزولة بشكل كامل ويسهل حصارها.
ويؤكد محللون عسكريون أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذ درعا، هو صمود ثوارها حتى 12 حزيران، موعد رسم حدود مناطق "خفض التوتر"، هذا إن لم تمدد روسيا المهلة مجدداً بذرائع لن تعجز عن إيجادها، والكرة هنا ستكون في الملعب التركي، حيث إن تركيا هي الوحيدة القادرة على رفض التأجيل مجدداً، كونها أحد الضامنين الثلاثة للاتفاق، والوحيدة التي تمثل المعارضة السورية.
معارك حي المنشية، التي استمرت أشهراً، وتمكن الثوار خلالها من تحرير كامل الحي، تجعل الكفة تميل لصالح الثوار الذين أثبتوا كفاءة وهدوءاً وتخطيطاً محكماً، والأهم من ذلك تماسكاً عسكرياً جعلهم يقاتلون في جيش واحد وخطة واحدة، وهو أهم ما افتقدته جميع الجبهات التي خسر الثوار فيها معاركهم سابقاً.