خمسة مشاريع لتفريغ وإنهاء الحراك الثوري بريف دمشق - It's Over 9000!

خمسة مشاريع لتفريغ وإنهاء الحراك الثوري بريف دمشق

بلدي نيوز - دمشق (حسام محمد)
تشكل محافظة ريف دمشق مكانة استراتيجية جغرافياً وثورياً وسياسياً لدى غالبية السوريين، فكانت مدنها وبلداتها من أوائل المنخرطين لنصرة درعا ودعمها بداية عام 2011.
والتحقت بلدات ريف دمشق بركب الثورة، وتحملت الكثير من الحروب حتى النفس الأخير، وكان السواد الأعظم من أبناء تلك المناطق يرمق ساحة الأمويين لإعلان انتصار الشعب، ولم يكن في الحسبان بأن النهاية المرحلية ستكون تهجيراً وتغييراً ديمغرافياً من أقصى جنوب البلاد إلى الشمال.
خمسة عوامل مُررت تحت الطاولة وفي السراديب ضد ثورة الريف الدمشقي، جعلته في تيه، وأمام تحديات كبيرة، ومن هذه العوامل:
تعمد عدم تسليح ثوار ريف دمشق
تعمدت الدول التي صنفت نفسها على أنها دول مساندة للشعب السوري وسط إجماع كامل على عدم تذخير البلدات الثائرة في ريف دمشق، رغم أن بلدات ريف دمشق كانت كثيرة وتحاصر الأسد في العاصمة السياسية بشكل كامل من كافة الاتجاهات، ولو تم تسليحهم لكان الأسد قد انتهي في الأعوام الثلاثة الأولى من الثورة بشكل كلي وقبل نشوء أي تنظيمات متطرفة هنا أو هناك، بحسب ما قاله العقيد "أبو الخير العطار".
وأضاف العقيد "العطار": "لكن الإجماع على عدم تذخير مناطق ريف دمشق، جعل تكافؤ المعارك غير متوازن بالمطلق، حيث حُرم ثوار الريف من الأسلحة المتوسطة والثقيلة بشكل كامل، ورغم ذلك أثبت ثوار ريف دمشق قدرتهم العسكرية الكبيرة في صد هجمات الأسد، وهذا ما تؤكده وقائع الأرض، حيث لم يدخل الأسد أياً من البلدات التي تهجر اليوم عسكرياً رغم أن من يقاتلهم هم دولتان ونظام".
وحول نتائج عدم تزويد ثوار ريف دمشق بالسلاح، رأى القيادي "العطار" بأن ذلك جعل الثوار في غالبية المعارك في خندق الدفاع وغياب الأسلحة المتخصصة ألغى بادرة الانتقال للهجوم، وهذا العامل جعل الثوار يراوحون في ذات المكان لسنوات.
الحصار
بدوره، قال "محمود أبو الحسن"، والذي كان يشغل منصباً إدارياً بأحد المجالس المدنية بريف دمشق، لـ "بلدي نيوز": "بعد عجز النظام السوري عن دخول أي بلدة من البلدات التي باتت أشهر من نار على علم بريف دمشق لصمودها الأسطوري ضد الأسد، لجأ الأسد لسلاح من نوع آخر، وهو تقطيع الأوصال، أي عزل كل مدينة عن أخرى، ومن ثم محاصرة كل مدينة بشكل منفرد".
وأضاف "أبو الحسن": "الحصار في أشهره الأولى لم يكن ذا تأثير كبير على الأهالي أو الفصائل لتواجد المدخرات في المنازل وبعض المحال التجارية، ولكن مع تضاعف فترة الحصار، بات الأمر مقلقاً للجميع، فالأسعار ترتفع والبضائع تقل، والنوعية تتراجع".
مخابرات الأسد، عملت على إرهاق الأهالي ولكن على شكل "موت بطيء"، وفي النهاية بدأت تفتح ثغرات اقتصادية هنا وهناك، الأمر الذي جعل الأهالي تحت وطأة الحاجة إلى التوجه نحو مصادر النظام لتحصيل بعض الطعام والأدوية، وفي الطرف المقابل كان الأسد يصب كل اهتمامه على إفشال الحراك الثوري لخلق حالة مدنية تدير أمور المناطق المحررة، ومنها بدأ الشرخ الحقيقي بين الفصائل والثوار العسكريين.
الغذاء مقابل التطبيع
وأضاف العضو الإداري في أحد المجالس المحلية المهجرة من ريف دمشق "محمود أبو الحسن": "كانت سياسة الأسد مخططاً لها ولم تكن عشوائية، وبعد ما يسمى (المصالحات) بدأت قوات النظام بمطالبة البلدات المحاصرة في ريف دمشق بتشكيل لجان مصالحة، على أسس هي تطلبها، وهنا كان الأمر بالغ الخطورة، فهي لم تكن لجان مصالحة فحسب، بل كانت أدوات لتحييد وإفشال المجالس المحلية المشكلة في المناطق المحررة، رغم أن لجان المصالحة كانت تضم أعضاء من المجالس المحلية، ولكن العمل الذي كان يرجوه الأسد هو إفشال البنية الإدارية المشكلة ثوريا مقابل مشروع آخر هو يختاره ويوافق على شخصياته".
واستطرد: "من هنا بدأت قصة أخرى، فكل قافلة كانت تدخل عبر مناطق النظام يتم شراؤها من مال الثورة ولكن البضاعة للأسد، وتوزع على الأهالي، فكانت الأمور تتجه لصالح الأسد تدريجياً، وتخرج البلدات عن سيطرة الفصائل كذلك تدريجياً، حتى بدأت حالة التشرذم الإداري والمالي، وهنا بدأت لجان المصالحة باللعب على وتر الأسد وعزل الحاضنة الشعبية عن الفصائل، وفق سياسة الغذاء مقابل التطبيع.

الهدن
نجحت القوات الروسية والنظام مع الإيرانيين باتباع سياسة خبيثة بحسب ما قال العقيد "العطار"، حيث عملت تلك القوات على تحييد مناطق ساخنة عن المعارك كـ "معضمية الشام"، مقابل إشعال داريا، وطبق ذات الأمر بالنسبة لـ "قدسيا والهامة"، وهنا بدأ شرخ آخر بين المناطق، وتكثيف عسكري على منطقة ومحاصرة أخرى، فسقطت المحاربة عسكرياً عبر المفاوضات، وسقطت المحاصرة غذائياً عبر المفاوضات أيضاً.
غياب تأثير المعارضة السياسية

يرى مراقبون للشأن السوري بأن غياب الدور الفعال للمعارضة السياسية في كسب الأصوات الدولية وتحشيدها لصالح الثورة السورية، من العوامل التي أدت لإضعاف الملف المحلي الداخلي، حيث إن غالبية البلدات السورية أطلقت مناشدات لتوقيف قطار التهجير من ريف دمشق، ولكن المعارضة بأطيافها لم تفعل سوى الشجب والتنديد دون أي حراك مؤثر على المشهد، وهذا ما جعل خيارات الفصائل قليلة إن لم نقل شبه معدومة في المناورة السياسية ضد القطب الآخر.

مقالات ذات صلة

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

مطالبات بإعادة إحياء صناعة الأحذية في سوريا

سفير إيطاليا لدى النظام "أبدأ بحماس مهمتي في دمشق"

قاطنو العشوائيات في دمشق"روائح كريهة وانتشار للقوارض ومعاناة مستعصية"

محاولة هروب فـاشلة لمتـ.ـهم في "مجزرة التضا.من" خلال محاكمته في ألمانيا

غارات إسرائيلية جديدة على المزة بدمشق