جنيف 6.. العودة الأمريكية والمناورة الروسية - It's Over 9000!

جنيف 6.. العودة الأمريكية والمناورة الروسية

بلدي نيوز – (غيث الأحمد)
تزداد الضغوط الدولية على روسيا من أجل إتمام مهامها على أكمل وجه في سوريا، عبر إنهاء الدور الإيراني وحكم عائلة الأسد ووضع الملف السوري على سكة الحل السياسي الصحيح، لأن البيئة الدولية لم تعد تحتمل استمرار الصراع في سوريا. ويعلم قادة الكرملين وجنرالات الجيش الروسي أن المجال الذي أتيح أمامهم هو الذي مكنهم من توسيع القواعد العسكرية الروسية في شواطئ المتوسط وزيادة عدد جنودهم في مناطق تواجد نظام الأسد.
وكانت السياسة الأمريكية قد عمدت بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين والشرق أوسطيين على خلق أوراق ضغط عديدة لممارستها على موسكو في حال تقاعسها عن أداء مهامها الموكلة إليها، وأصعبها تلك المستندة إلى مبدأ القوى العسكرية والتي من شأنها أن تهز صورة الاتحاد الروسي وقدراته العسكرية، حيث أبقت واشنطن الباب مفتوحاً أمام شن ضربات صاروخية جديدة ضد قواعد الأسد العسكرية، وتلقت دعم بريطانيا لهذا الطرح، بعد أن أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن نية مشاركة بلاده في هذه الضربات إذا قرر الرئيس ترامب ذلك.
كما ما يزال الخيار متاحاً لدى ضباط البنتاغون لزيادة الدعم العسكري لفصائل المعارضة المسلحة وتسليمهم أسلحة نوعية من بينها مضاد للطائرات والتي كانت السبب الرئيس وراء سقوط مئات الآلاف من الضحايا، وبالتالي إغراق موسكو بأفغانستان جديدة، ومن ثم الذهاب إلى إقامة مناطق آمنة حقيقية في المناطق التي لا يتواجد فيها الجنود الروس.
إضافة إلى ذلك تسعى إدارة البيت الأبيض إلى الاستفادة من الملف الكبير لجرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد، وحشد تأييد دولي من أجل محاسبته، وخاصة بعد تكرار النظام لاستخدام غاز السارين السام والذي يندرج تحت قائمة الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً.
في مقابل ذلك كله قدم زعيم البيت البيضاوي تطمينات لنظيره الروسي لحثه على القبول بصفقة قد لا تنتهي بسوريا فقط، وذلك من خلال السماح للروس بإضعاف وترويض المعارضة السورية المسلحة عبر عدد من الجلسات في أستانا، وضمان عدم مهاجمة مواقع النظام في حال انسحاب الميليشيات الإيرانية التي باتت تشكل الجزء الأساس من جيش الأسد، كما تم ذلك على حساب تقوية ميليشيات قوات سورية الديمقراطية والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية الجزء الأهم منها، وهي الجهة التي ترتبط مع موسكو بعلاقات قوية ولا تخشى من مشروعها القومي.
نجحت الإدارة الروسية على مدى السنوات الأخيرة في الخروج من الأزمات، لذلك هي تحاول اليوم المناورة مرة أخرى قبل أن تّنفذ واشنطن وحلفاؤها تهديداتهم التي قد تدخل موسكو بأزمة عسكرية واقتصادية لا نهاية لها، وهو ما يفسر الزيارة الأولى لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى واشنطن لأول مرة منذ عام ٢٠١٣، بالتزامن مع اكتمال رؤية ترامب لسياسته الخارجية، وما سبقها من إعلان مفاجئ عن جولة جديدة في جنيف بتوقيت وسرعة غير معتادة، والتي كان من المرجح إقامتها في ٢٣ أيار الحالي أو تأجيلها إلى شهر تموز القادم.
جميع ما سبق يرجح أن يكون لافروف قدم طرحاً جديداً للإدارة الأمريكية التي ستضع بصمتها الأولى في الملف السياسي السوري خلال الجولة السادسة من مفاوضات جنيف، والهروب من مستقبل مبني على العداء وليس على الشراكة لحل عقد جديدة ولا سيما أن الأحداث الملتهبة في الجزيرة الكورية وأوكرانيا تتطلب تفاهما آخر.
قد تنعكس المحادثات التي جرت في واشنطن بشكل مباشر على جولة جنيف القادمة التي ستنعقد في ١٦ أيار الحالي لمدة أربعة أيام فقط في سابقة من نوعها أيضاً، وهو الأمر الذي تنبه له نظام الأسد ومن خلفه إيران، وصرح به وزير الخارجية وليد المعلم بلسان فارسي في مؤتمر صحفي قبل عدة أيام في دمشق، حيث أكد المعلم أن أستانا هو البديل لجنيف، بعد ذكر منجزات المحادثات التي تجري في العاصمة الكازخية برعاية كل من روسيا وإيران وتركيا، مقابل أن "مفاوضات جنيف لا تحرز أي تقدم".

مقالات ذات صلة

اجتماع بين وزير الخارجية الأردني وبيدرسن لمناقشة الحل في سوريا

جولة سياسية لهيئة التفاوض السورية في العاصمة البلجيكية بروكسل

ما مضمونها.. أردوغان يوجه رسالة لبشار الأسد

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة

منصتا موسكو والقاهرة تتفقان على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا