فصل جديد من قصة "سمر خميس" سجينة المغارة؟ - It's Over 9000!

فصل جديد من قصة "سمر خميس" سجينة المغارة؟

بلدي نيوز – (محمد وليد جبس)
يقدم مركز دار العجزة في بلدة اسقاط بريف إدلب الرعاية للعشرات من العجزة والمعاقين، كما يقدم لهم مستلزمات الحياة والرعاية الكاملة، رغم الظرف الصعب وضيق الحال وقلة الإمكانيات وعدم تكفل أي منظمة لدعم هذه الدار.
لكل شخص مسن ومعاق قصته، وكل قصة تختلف عن الأخرى بألمها وآهاتها، ومن بين هذه القصص قصة "سمر خميس" (القديمة الجديدة) التي حبسها والدها لأكثر من 20 عاما متواصلة داخل مغارة قديمة، لا تدخلها أشعة الشمس والهواء النقي، ولم يكتفِ بحبسها بل قام بحبس كلبه المسعور بجوارها، وأصبح يطعمهم من نفس الطعام والشراب وهو الخبز اليابس والماء.
القاضي "محمد نور حميدي" روى لبلدي نيوز قصة سمر قائلا: "قام والد سمر بحبس طفلته منذ صغرها، قبل أن تتعلم الكلام في إحدى المغارات بالقرب من مدينة كفرتخاريم بريف إدلب، ليعاقب والدتها المطلقة التي كان بينه وبينها نزاعات ومحاكم، ظنا منه أنه ينتقم من والدتها".
ويكمل القاضي حميدي: "بدأت سمر تكبر يوما بعد يوم داخل هذه المغارة المظلمة، وأصبح لديها إخوة من زوجة أبيها، ولكنهم لم يكونوا إخوة كباقي الإخوة المتميزين بالعطف والحنان، بل كانوا أقسى من والدهم حيث كان أكبرهم ويدعى باسل يكوي جسدها بسيخ من الحديد بعد أن يعرضه للنار، وتارة أخرى يقوم برميها من على شرفة المنزل كي تموت ولكنها بقيت على قيد الحياة".
ويتابع القاضي القصة: "بدأ المرض يظهر عليها يوما بعد يوما، وأصبح بجسدها العديد من الإعاقات كما أصابها ضمور عضلي وعقلي، ولم تتعلم الكلام والأصوات، سوى صوت كلب والدها المسعور الذي مزق جسدها بهجماته وأنيابه".
وأضاف القاضي حميدي: "عاشت سمر عشرين عاما في هذه المغارة، إلى أن سمع صوتها وهي تئن من أوجاعها أحد رعاة الغنم أثناء مروره بالقرب من مغارتها، وأخبر هذا الراعي الجهات المختصة وكان ذلك في عام 2007 في عهد سيطرة النظام على المنطقة، حيث تشكلت دورية من الأمن اعتقلوا والدها وحرروها".
ويشير القاضي حميدي إلى أن قصة "سمر" أثارت ضجة كبرى عبر وسائل الإعلام، وحينها ادعت أسماء الأسد زوجة رأس النظام تبني قضية الطفلة عبر وسائل الإعلام وضجت الصحف والقنوات التلفزيونية بقصتها، ونالت أسماء في تلك الحين لقب الوردة الحمراء لإنسانيتها وعطفها على هذه الصغيرة المظلومة.
وقال القاضي حميدي: "لم تنتهِ قصة سمر هنا بل رمت بها السيدة أسماء في أحد دور العجزة في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، دون أن يقدم لها أي نوع من أنواع العلاج الخاص بحالتها، ومرت الأيام إلى أن اندلعت الثورة وتحررت المدينة، عندها فر موظفو مركز دار العجزة إلى مناطق النظام وتركوا العشرات من العجزة والمعاقين ومن بينهم سمر، إلى أن علم المسؤولون عن مركز رعاية العجزة في بلدة اسقاط وتوجهوا وجمعوا من كان داخل هذه الدار".
والآن يُقدم لسمر في هذه الدار جميع ما ينقصها من طعام وشراب وعلاج، وأصبح وضعها يتحسن يوما بعد يوم، حيث تعلمت بعض الكلمات، كما تستطيع قضاء بعض من حوائجها بنفسها رغم إعاقتها والتشوهات التي لحقت بها خلال فترة سجنها.

مقالات ذات صلة

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

استمرار المظاهرات ضد "الهيئة" في إدلب

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد

تقديرات بارتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية إلى ضعفين ونصف في سوريا