عاصفة أمريكية تركية.. هل تقتلع إيران من سوريا؟ - It's Over 9000!

عاصفة أمريكية تركية.. هل تقتلع إيران من سوريا؟

بلدي نيوز – (منى علي)  

من واشنطن إلى الرياض وأنقرة، شهدت الأيام الماضية تصعيداً -يبدو منسقاً- وغير مسبوق تجاه إيران- إذ اقترب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من تنفيذ وعد انتخابي بإلغاء أو تغيير بنود الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه أوباما مع طهران، وتزامنت أوامر ترمب بمراجعة الاتفاق، مع تصريحات لوزير دفاعه جيمس ماتيس من الرياض بأن إيران تلعب دوراً في زعزعة أمن المنطقة ويجب وقفها في اليمن، بينما هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيران بشكل مباشر حين قال في لقاء مع قناة الجزيرة إنها تعمل على مشروع توسعي فارسي في البلاد العربية. 

تصريحات أردوغان حملت تصعيداً غير مسبوق سيأخذه الإيرانيون على محمل الجد، إذ إن أنقرة تبدو الخصم الأكثر والأقدر على التأثير إقليمياً في مواجهة طهران وهي الطرف الأقوى في المعادلة السورية، خاصة وأن أردوغان صرح بمطامع "فارسية" في توجيه جديد للخطاب تجاه طهران، وقال الرئيس التركي: "إيران تنتهج سياسة انتشار وتوسع فارسية وأصبحت تؤلمنا كما في العراق"، متهماً "الحشد الشعبي" في العراق بأنه "منظمة إرهابية وينبغي النظر إلى من يقف وراءها"، في إشارة واضحة إلى إيران، ليعيد التأكيد على أن "إيران تريد التغلغل في دول عربية لتشكيل قوة فارسية".

التطورات الجديدة، ربما تضع نظام طهران في حصار سياسي مطبق، تفرضه أمريكا والغرب من بعيد، وتركيا ودول خليجية عن قرب، لتجد طهران نفسها في موقع المدافع بعدما توسعت أحلامها وانتشر عسكرها وميلشياتها في خمسة بلدان عربية على رأسها سوريا.

فهل انتهى زمن التمدد الطائفي-الفارسي الذي تسعى إيران لفرضه بالإرهاب على سوريا ودول عربية أخرى؟

الكاتب الصحفي السوري "نجم الدين السمان" أجاب على التساؤل، بالقول: "في سياسات المافيا الدولية يتمّ رسم دورٍ لكلِّ دولة؛ ورسم دائرة نفوذها الإقليمية؛ بحسب ما تقدِّمه من خدماتٍ لهذه المافيا؛ كما لو أنها دائرة الشيطان من حولها؛ وكلنا يذكر كيف تجاوز صدام حسين الاثنتين معاً حين غزا الكويت فتمّت معاقبته ثم تمّ استئصاله؛ وكيف تجاوز حافظ الأسد دوره في لبنان الذي فوّضته المافيا الدولية به؛ فتمّ تحجيمه وإعادته إلى الخط المتفق عليه: دمشق - ضهر البيدر؛ بعد تدمير كلّ دفاعاته الجوية في لبنان؛ وحينَ أعطى ابنه بشار الأمر باغتيال رفيق الحريري تمّ إنذاره بالخروج من لبنان فخرج منه مُرغماً؛ وشهدنا قبل أيام معاقبته على استخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون".

وعن طهران ودورها في المنطقة، يضيف الصحفي "السمان" في حديث لبلدي نيوز: "وكذا الأمر بالنسبة لطهران التي ساعدت المافيا الدولية في إسقاط صدام ثم تابعت بحجة مكافحة الإرهاب؛ لكنها تخطت دائرة نفوذها بكثير: نووياً.. حيث قالت تسريبات بأنها على وشك صنع قنبلتها النووية الأولى متجاوزة حدود الاتفاق النووي المبرم في عهد أوباما؛ كما تجاوزت حدودها الإقليمية بأكثر ممّا هو مرسوم لها".

ونوه "السمان" إلى أن ملفات بارزة تم وضعها على طاولة الرئيس الأمريكي: "تمّ إخراج ملفين معاً على التوالي؛ ملف تنحية الأسد الصغير واستبداله بكرزاي سوري مطلق الولاء للمافيا الدولية؛ وملفّ تحجيم إيران وإعادتها إلى وضعها الإقليمي الأول ما قبل إزاحة صدام؛ والخيارات هاهنا مفتوحةً: بدءاً من باب المندب.. حيث القاعدة الأمريكية في جيبوتي؛ مروراً بالحيز الجيوسياسي للخليج العربي والعراق؛ وليس انتهاءً بدمشق وجنوب لبنان.

وهكذا تتحوّل سياسة (الاحتواء المزدوج) التي سار عليها أوباما؛ إلى سياسة (التحجيم المزدودج) وستتعاقب فصولها؛ بحيث تنعكس إيجاباً على معاناة الشعب السوري التي تم تذكرها مؤخراً بعد مجزرة خان شيخون؛ أما تحجيم روسيا البوتينية فسيستمرّ خلال هذا كلّه؛ إذا لم ينسق بوتين معها بالشكل المطلوب.

"هل أبدو وكأني أكتب أحد سيناريوهات أفلام المافيا.. ربما؛ لكنّ سينمائيتها لا تنفي وجودها الفعلي!".. يختم الكاتب السوري "نجم الدين السمان".

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

شجار ينهي حياة لاجئ سوري في تركيا