ما هي خيارات تركيا والجيش الحر ما بعد "درع الفرات"؟ - It's Over 9000!

ما هي خيارات تركيا والجيش الحر ما بعد "درع الفرات"؟

بلدي نيوز- (ميرفت محمد)

بشكل مفاجئ، أعلنت تركيا عن انتهاء عملية (درع الفرات) التي بدأت في أغسطس/ آب من العام الماضي، وذلك دون أن تحقق كامل هدفها الأساس بتحرير المناطق الشمالية في سوريا من (تنظيم الدولة(.

الحملة التي كانت  بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، وبدعم (الجيش السوري الحر) قرأ العديد من المحللين دوافع انتهائها بوجود ضغوط سياسية داخلية وخارجية على تركيا، وبالتحديد إصرار الحليفين (أمريكا وروسيا) على منع تركيا من التقدم، لكن منذ الإعلان عن انتهاء العملية، والمسؤولون الأتراك لا يكفون قولًا وعملًا عن التأكيد على أن هناك المزيد من الأعمال، خاصة في معركة الرقة، فكما قالت مصادر في فصائل الجيش السوري الحر، هناك تحضير لمعركة جديدة باتجاه مدينة الرقة السورية.

الباب مفتوح!

"مع تطهير مدينة الباب (بريف حلب السورية) من العناصر الإرهابية، انتهت المرحلة الأولى من عملية درع الفرات، لكن ستكون هناك عمليات لاحقاً"، جزء مما قاله الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، كما أضاف أردوغان : "العمليات الجديدة ستحمل أسماء أخرى، ومفاجآت لكافة المنظمات الإرهابية، بي كا كا، وي ب ك، وداعش، وغولن، وإن الأشهر القادمة ستكون ربيعًا لتركيا وشعبها، وشتاءً أسودا للإرهابيين".

فرغم الإعلان الرسمي عن انتهاء عملية "درع الفرات"، إلا أن تصريحات المسؤولين الأتراك تؤكد على أن (الباب مفتوح) أمام احتمال إطلاق عملية عسكرية أخرى في مراحل مختلفة، يأتي ذلك في ظل إصرار تركيا على العمل بكل وسائلها لمنع  إقامة إمكانية قيام كيان كردي تابع لميليشيات (PYD) في الأراضي السورية، وقد خرجت بعض المعلومات التي تتحدث عن تحضيرات جارية لإطلاق عملية في الشمال السوري، إذ ما قررت واشنطن الاعتماد على الميليشيات الكردية في عملية الرقّة.

تحضيرات لما بعد (درع الفرات)

لقد شكل الإعلان عن إنهاء (درع الفرات) أهمية سياسية وعسكرية، فبينما  صدّرت الحكومة التركي للرأي العام الداخلي أن العملية أنجزت ما أوكل إليها بنجاح، قبل أيام من الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة، تمثلت الأهمية العسكرية في انفكاك تركيا من الالتزامات مع روسيا، وهو ما يعني أنه من السهل الآن على تركيا التحرك من دون أي مسؤولية أو ارتباط مع دولة أخرى.

يرى المحلل السياسي (عبو الحسو) أن الخيارات أمام تركيا كثيرة لكنها مؤجلة ومرتبطة بنتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في 16 نيسان، ويوضح: "يتم التجهيز الآن جيش العشائر وكذلك فصائل الجيش الحر للدخول في معركة الرقة ابتداءً من منطقة تل أبيض كما رشح للإعلام من مصادر مختلفة، وقد يكون خيار فتح معركة تل رفعت وتحرير ما سيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية من مناطق عربية محتملاً أيضاً".

ويتابع القول لـ"بلدي نيوز": "وصلت الأمور في عملية درع الفرات إلى طريق مسدود، فقد حالت قوات النظام السوري والقوات الأميركية بين قوات درع الفرات وبين (تنظيم الدولة) و(قسد) لذا كان من الأجدى إنهاء العملية".

ويستشهد (الحسو) بقول رئيس الجمهورية السابق (سليمان ديميريل) بأن نسبة الـ99% في السياسة التركية الخارجية تساوي تماماً نسبة الـ 1%، ويضيف: "قد صرح أردوغان بالأمس في ديار بكر ذات الغالبية الكردية بأنهم مستعدون للجلوس مع كل من يترك السلاح وقد ربط الخبراء هذا التصريح بإمكانية إعادة عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني إن ألقت السلاح، وفي حال حدث ذلك سيكون ذلك خلطاً كبيراً للأوراق".

توقف تكتيكي

كما أسلفنا، تصر تركيا على عدم التخلي عن أهدافها في صراعها مع المنظمات الإرهابية في الشمال السوري، وتعد لحملة عسكرية كبيرة بالتعاون مع فصائل الجيش الحر للسيطرة على الرقة.

لذلك، يعتبر المختص في الشأن التركي (سمير العركي) توقف عملية درع الفرات هو توقف تكتيكي، لالتقاط الأنفاس، ومراجعة الأداء خلال المرحلة السابقة، ويتابع القول: "خاصة أن معركة الباب لم تكن سهلة في ظل استماتة تنظيم (الدولة) في القتال، كما أن إنزال الولايات المتحدة لقواتها قرب منبج كان بمثابة رسالة واضحة من واشنطن بعدم التقدم صوب المدينة".

ويوضح (العركي) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أن: "قرار تركيا بإنهاء عملية درع الفرات مع بقاء قواتها في الشمال السوري، جاء استعداداً لمعارك أخرى لم تسمها حتى الآن، وهو ما سيتم بناء على تطورات الأوضاع السياسية والميدانية، إذ يبقى إزاحة مقاتلي ميليشيا الوحدات الكردية إلى شرق الفرات هدفاً استراتيجياً لا أظن أن تركيا ستتخلى عنه"، ويتابع القول: "كما لا ننسى أن هناك حديثًا متزايداً الآن عن قرب انطلاق عملية جديدة في الشمال العراقي وتحديداً في بلدة سنجار حيث يتواجد عناصر من البي كا كا، حيث تخشى تركيا من تحويلها إلى جبال قنديل أخرى تشكل تهديداً مستمراً للأمن القومي التركي".

مقالات ذات صلة

رواية مريبة للنظام من محافظة السويداء

وسائل إعلام النظام: نحو 20 قتيلا من قوات النظام في البادية السورية

القوات التركية تستهدف قوات "قسد" على تخوم "درع الفرات"

قوات النظام تجري حملة تمشيط في البادية ضد "التنظيم"

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

صحيفة تتساءل.. لماذا يخشى الغرب من تفكيك مخيم الهول بالحسكة