بلدي نيوز – (أحمد العلي)
شهدت محافظة حماة خلال الأيام الماضية معركة جديدة في الريف الشمالي استطاع الثوار فيها تحرير عدة مدن وقرى استراتيجية، ولكن القصف الهمجي واستخدام غاز الكلور والمواد السامة طان السبب الأبرز لتراجع الفصائل المشاركة في المعركة في بعض الجبهات.
ويرى المحلل العسكري العقيد المنشق علي ناصيف أن الثوار أطلقوا معركة ريف حماة الشمالي، وحددوا اتجاهات الهجوم بثلاثة محاور أساسية، واستطاعوا خلال اليوم الأول والثاني من الوصول إلى الخط المطلوب في المرحلة الأولى.
وأضاف في حديث لبلدي نيوز "يعتبر هذا التقدم في العلوم العسكرية تحقيق المهام أو الهدف المباشر للمعركة، حيث كان هناك سرعة في وتيرة الهجوم، وضعفا في دفاعات النظام، مما أدى إلى تحقيق المهام المباشرة بشكل سريع".
وأشار العقيد المنشق إلى أن النظام عمل على امتصاص الصدمة الأولى للهجوم واحتوائه، ومن ثم الانسحاب إلى الخطوط الدفاعية الخلفية المحصنة بشكل جيد والمرصودة والمحمية بكل الوسائط النارية من القوات الموجودة في جبل زين العابدين، مما أجبر الفصائل على التوقف، وهنا أصبح مقاتلي المعارضة عرضة للنيران من المدفعية والطيران وغيرها، بحسب قوله.
وتابع ناصيف "كثف النظام طلعاته الجوية وبمساعدة سلاح الجو الروسي وكذلك بالمدفعية وصواريخ الفيل التي أصبحت أساسية لدى النظام والميليشيات الإيرانية، بسبب قلة التكلفة وتصنيعها المحلي لمنع مقاتلي المعارضة من التجهيز والتحصين للوقاية، واستقدم النظام التعزيزات من باقي الجبهات من (لواء فاطميون، وحركة النجباء، وميليشيات من حزب الله اللبناني، ودرع القلمون، والدفاع الوطني) حيث ركز الجهد الجوي على هذه الجبهة".
وأردف العقيد المنشق "كما استقدمت قوات الأسد نظام المدفعية الصاروخية (توس) ومن ميزات هذا السلاح استخدام القذائف الحارقة المتفجرة"، وأضاف "تحت هذه التغطية النارية من الطيران والمدفعية والهاون والصواريخ شن النظام هجوما معاكسا، واستعاد جزءا كبيرا من المواقع التي خسرها".
لماذا لم يتابع النظام هجومه مستغلا النجاح؟
يقول العقيد ناصيف "بعد استعادة النظام عدة قرى وتلال، عادت الفصائل الثورية إلى مواقعها المجهزة هندسيا ومحصنة بشكل جيد، وعندما حاول متابعة التقدم اصطدم بمقاومة شديدة كبدته خسائر كبيرة رغم الدعم الناري الكامل برا وجوا".
ما الحلول التي يجب على الثوار العمل عليها؟
يؤكد العقيد المنشق أنه عندما يحرر الثوار مناطق جديدة يجب زيادة الاهتمام بأعمال التحصين والتجهيز الهندسي للمواقع في حال قام النظام بشن هجوم معاكس للحفاظ عليها، والبحث عن نقاط الضعف في دفاعات العدو ليس على خط الجبهة فقط وإنما في العمق التكتيكي لدفاع العدو.
ويضيف "في غياب المظلة الجوية (المضادات الجوية) فإن اعتماد أسلوب الهجوم الخاطف (الاستطلاع المسلح) أي الهجوم على مواقع النظام وتدميرها واغتنام السلاح والذخائر منها والعودة الى المواقع المحصنة، وعدم إعطاء أهمية للاحتفاظ بالأرض، وذلك بسبب عدم وجود مظلة جوية تقي من ضربات الطيران، وإخلاء مناطق الاشتباك والمناطق الخلفية للثوار لعدم استهدافهم من قبل النظام وارتباك الثوار بإخلاء المصابين".