بلدي نيوز - (المحرر العسكري)
عثر موالون في ريف طرطوس على بقايا صاروخ "توماهوك" أمريكي، من مجموعة الصواريخ التي استخدمت في الضربة الصاروخية على مطار الشعيرات، في منطقة ريفية قريبة نسبياً من قاعدة طرطوس الروسية (تبعد أقل من 30 كيلومتر من قاعدة طرطوس البحرية الروسية).
على الرغم من الاستهداف المباشر الذي نفذ ضد "محور الممانعة" لكن لم يسجل إطلاق أي صاروخ روسي، لاعتراض دفعة الصواريخ التي استهدفت مطار الشعيرات، والتي أخرجته من الخدمة، حيث دمرت بعض ملاجئ الطائرات، ومستودع الوقود الأساسي في المطار، والرادار وبرج التحكم.
الصاروخ رغم عدم انفجاره، لكنه سقط في منطقة تعتبر ضمن النطاق الذي يجب على روسيا منع وجود أي تهديدات برية أو جوية لقواتها فيه، ومع ذلك فلم تبادر بتنفيذ أي شيء ضد هذا الصاروخ أو غيره.
فوصول الصاروخ لهذا القرب من القاعدة الروسية في طرطوس، يعتبر إشارة أو تهديداً أمريكا لروسيا، أنها قادرة على تدمير كل ما تملكه من قوة في سوريا خلال فترة صغيرة.
خصوصاً أن القوة الروسية مكدسة في قاعدة عسكرية واحدة، والطائرات الروسية مكشوفة في الهواء ويتكدس قرابة المائة منها في مطار واحد (قد يكون هنالك رمزية لعدد الصواريخ التي أطلقت، والتي يمكن أن تكون بنفس عدد الطائرات الروسية في سوريا) في رسالة وتهديد مبطن لروسيا أن طائراتها قد تكون هدفاً مباشرا للصواريخ الأمريكية.
فوصول الصاروخ ودخوله للنطاق الحيوي للقاعدة الروسية، يكون له أسباب منها جبن روسيا، أو عجزها التقني عن اكتشاف وإسقاط الصاروخ، أو أنها تدرك عجزها في وجه أمريكا، ما يعني أن هذا الصاروخ بحد ذاته رسالة كبيرة للروس.
كما يبدو أن الروس فهموا الرسالة بشكل جيد، فالتصريحات الروسية منخفضة الحدة مقارنة بدولة "عظمى" تحاول السيطرة على الشرق الأوسط.
هل شوش الروس على الصواريخ الأمريكية؟
قد يفترض البعض أن الروس شوشوا على هذه الصواريخ، وأن هذا الصاروخ سقط بسبب هذا التشويش، ولكن الوقائع والمميزات التقنية لصواريخ "توماهوك" تؤكد أنه يصعب التشويش عليه، فهو قادر على العمل بدون الحاجة للاتصال بالوسط الخارجي، بسبب امتلاكه لمنظومة توجيه تعتمد على "العطالة الداخلية" لتحديد موقع الصاروخ، إضافة لقدرته على التعرف على موقعه عبر خرائط مخزنة داخل ذاكرته (لا يملك الروس أي وسيلة تشويش على هاتين التقنيتين)، ما يغنيه عن الحاجة لمنظومة تحديد المواقع gps، أو أي شكل من أشكال الاتصال اللاسلكي (كرادار التضاريس)، ما يعني أن الروس يكذبون عندما يقولون أننا شوشنا على الصواريخ الأمريكية، حيث استخدمت مواقع النظام قصصاً من نسج خيالها حول التشويش الروسي على الصواريخ الأمريكية التي ضربت الشعيرات، الأمر الذي تسبب بسقوط عدد كبير منها حسب زعمهم (لم يعثر إلا على واحد منها).
سقوط الصاروخ بالقرب من القاعدة الروسية في طرطوس له الكثير من الدلالات والمعاني، فهو تهديد صريح لروسيا، وتأكيد أنها مجرد كومبارس في اللعبة في المنطقة، وأنه عاجزة عن حماية قواعدها، وأنها ستخسر الكثير في حال قررت التصرف بشكل خارج عن الارادة الأمريكية في سوريا، وإلا فستسقط صواريخ توماهوك وغيرها كثير داخل القواعد الروسية وليس خارجها.