تحرك أمريكي لخلق اقتتال كارثي في الشمال السوري - It's Over 9000!

تحرك أمريكي لخلق اقتتال كارثي في الشمال السوري

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

تسببت الضغوطات الخارجية من الأطراف التي تلعب دورًا في الساحة السورية بشروخ  وانقسامات داخلية للفصائل السورية، أحد أبرز هذه الانقسامات كانت مع (هيئة فتح الشام)، ذات المسمى السابق (جبهة النصرة) التي أعلنت مبايعتها لتنظيم (القاعدة).

وانتشرت أخبار تتحدث عن طلب غرفة العمليات العسكرية التي تديرها "وكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية (سي آي أي)  من فصائل المعارضة السورية (المعتدلة) الاندماج في كيان واحد، واعتبرت خطوة  الدمج تلك في حال تنفيذها هادفة إلى قتال "هيئة تحرير الشام" التي تمثل (جماعة إرهابية) تريد عدة جهات دولية التخلص منها، التقرير التالي لـ"بلدي نيوز" يتساءل: هل يخلق اقتتال جديد في الشمال السوري؟.

 الدمج لقتال (هيئة تحرير الشام)!

 نشرت صحيفة (الحياة) اللندنية قبل أيام ما يفيد بأن مسؤولين في غرفة العمليات العسكرية جنوب تركيا المعروفة باسم "موم" أبلغوا قياديين في فصائل مدرجة على قوائم الدعم المالي والعسكري بـ"وجوب الاندماج في كيان واحد برئاسة العقيد فضل الله حاجي القيادي في فيلق الشام قائداً عسكرياً للكيان الجديد، مقابل استئناف دفع الرواتب الشهرية لعناصر الفصائل وتقديم التسليح، بما فيه احتمال تسليم صواريخ تاو أميركية مضادة للدروع".

القرار الذي نقلته الصحفية ونفاه مصدر معارض لبلدي نيوز يشمل انتشار ما بين 30 و35 ألف عنصر من الفصائل في أرياف حلب وحماة واللاذقية ومحافظة إدلب، وهو ما يعنى ترك انعكاسات على المشهد العسكري في الشمال السوري، بحيث يصبح مستقبل العلاقة بين الفصائل  وتنظيم (هيئة تحرير الشام) التي تمثل فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا في وضع صعب.

يقول الباحث الأميركي البريطاني في معهد الشرق الأوسط (تشارلز ليستر): "لدى المعارضة قناعة بأن وقوفها بوجه هيئة تحرير الشام دون دعم دولي لها سينجم عنه حمام دم، فضلاً عن أنه نظراً لفشل الحل السياسي فإن المعارضة ستحتاج قريباً لتغليب الخيار العسكري، وعليه فإنه لن تستطيع تجاهل الهيئة نظراً لأن التنسيق عسكرياً معها لا غنى عنه"، ويضيف (ليستر) في مقال منشور بصحيفة (فورين بوليسي) الأميركية: "في الحقيقة، يتجسد هذا التوتر بين المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام بصورة جلية على أرض الواقع، حيث أدى لسقوط ضحايا وفقدان مناطق فضلا عن الاستيلاء على جملة من الأسلحة، وتشويه صورة هذه المعارضة بسبب الاقتتال الداخلي".

صدام وخلاف تركي أميركي

عدة فصائل سورية تتواجد في الشمال السوري، يوجد أيضًا سباق علني أميركي- روسي على الرقة وآخر خفي على إدلب، وهناك منافسة تركية، فتركيا تضغط على المعارضة في الشمال لنقل الأسلحة الثقيلة من مواقع السيطرة المشتركة بينها وبين "هيئة تحرير الشام" في شمال غرب سوريا إلى ريف حلب الشمالي حيث تتواجد القوات التركية، وذلك في إطار العمل على إضعاف الهيئة وخدمة أهداف تركيا في شمال حلب، وهو الأمر الذي دفع "هيئة تحرير الشام" سابقًا، للتصدي بقوة السلاح لمحاولات بعض المجموعات نقل هذه الأسلحة الثقيلة.

يقول الباحث السياسي (هاني سليمان) إنه من الممكن وقوع مواجهات قوية وعنيفة في الشمال السوري، تتصادم بها المصالح التركية والأمريكية، وربما يؤدي ذلك للتأثير على الجهود الروسية في فرض تسوية للصراع، في ظل عودة واشنطن القوية للتأثير بقواعد جديدة وفاعلين قدامى في ثوب جديد، ويوضح: "تأتي جهود واشنطن لدمج المعارضة في ضوء سعيها لاستئصال الجماعات الإرهابية، خاصة مع رغبة ترامب بحسم الملف السوري"، ويعتبر سليمان أن عملية دمج الفصائل السورية سيبرز صداماً وخلافاً تركياً أميركياً حول التنسيق لبدء العمليات مع اقتراب موعد انطلاق معركة الرقة، ففي حين تصر واشنطن أن تلعب الوحدات الكردية دوراً رئيسياً في المعركة المرتقبة، تصر تركيا على منع قيام كيانات غير مرغوب فيها، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردي، التي تصنفها أنقرة منظمة إرهابية، وتريد إبعادها، ويضيف (سليمان) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أن "هذا الدمج يعكس تعقيدات، وهو ما ظهر من تصريحات قائد (وحدات حماية الشعب) الكردية سبان حمو، من احتمال خوض قوات كردية وعربية معركة ضد (النصرة) في إدلب، مع الحديث عن تأسيس الجيش الروسي مركزًا له في عفرين شمال غربي حلب يرمي إلى تدريب عناصر الأكراد وفصائل معتدلة لتنفيذ عملية مشتركة للسيطرة على إدلب في حال لم يحصل تنسيق عسكري أميركي- روسي إزاء تحرير الرقة من قوات كردية- عربية بدعم من الجيش الأميركي".

ويشير (سليمان) إلى أن واشنطن تضغط بشكل كبير على "حركة أحرار الشام" للانضمام إلى التكتل الجديد أو على الأقل تنسيق العمليات العسكرية، خاصة أن انضمامها سيكون حاسماً إزاء رجحان كفة أحد الفريقين خصوصاً بعد بيان المبعوث الأميركي إلى سورية (مايكل راتني) الذي اعتبر فيه "أحرار الشام جزءاً من الثورة السورية".

ضرب (الجبهة) بالتوازي مع (الدولة)

"المكون الأساسي لهيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة، وهي منظمة مدرجة على لائحة الإرهاب. وهذا التصنيف ساري المفعول بغض النظر عن التسمية التي تعمل تحتها وأي مجموعات أخرى تندمج معها، فهيئة تحرير الشام هي كيان اندماجي وكل من يندمج ضمنه يصبح جزءاً من شبكة القاعدة في سوريا"، هذا ما قاله مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا، (مايكل راتني) ليؤكد على أن تغيير المسميات لن يؤثر على تصنيف التنظيم كمنظمة إرهابية.

إذ لم تترك الولايات المتحدة مناسبة إلا أكدت فيها على اعتبار (جبهة النصرة) التي نشطت تحت أكثر من اسم (منظمة إرهابية)، ولذلك لا يستبعد مدير مركز سورية الاستشاري في واشنطن (محمد السمان) أن يتم استهدف أي تنظيم يحمل السلاح بشكل غير مصرح به من قبل الولايات المتحدة، التي حددت من هي المعارضة المعتدلة، وتابع القول: "في المحصلة أي مجموعة خارج الشرعية الأمريكية سيتم استهدافها، والآن يحدث ذلك باستهداف فصائل محسوبة على القاعدة"، ويؤكد السمان خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" على أن الرئيس الأمريكي (ترامب) يستعجل تحقيق نصر سريع، وذلك لكونه "بحاجة لاختراق إعلامي بدحر داعش في الموصل والرقة، إضافة إلى أن هيئة فتح الشام تقع ضمن أهدافه كونها مصنفة إرهابية"، وتابع القول: "سيتم ضربها بالتوازي مع داعش"، ويعتقد السمان أنه من الممكن أن تقبل (المعارضة المعتدلة) خاصة المدعومة من السعودية بمحاربة "القاعدة" في سوريا.

مقالات ذات صلة

"الهيئة" تكبد النظام خسائر بريفي حلب واللاذقية

فتح ملف منشأة الكُبر" النووية بديرالزور بعد قرابة 12 عامًا من توقفه

مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى" الوضع السياسي في سوريا وصل إلى طريق مسدودة"

إدلب.. حكومة "الإنقاذ" تستحدث مديرية الأمن التابعة لوزار الداخلية

اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام غرب حلب

النظام يفرق بين الأقارب مستغلاً عامل الخوف من الاعتقال