بلدي نيوز – ريف دمشق (طارق الخوام)
أثرت المعارك التي خاضتها فصائل المعارضة السورية المسلحة شرقي العاصمة دمشق، بشكل كبير على النظام وكشفت نقاط ضعفه، وعززت من مكاسب المعارضة السورية على طاولة المفاوضات في محادثات جنيف.
المتحدث باسم فيلق الرحمن (وائل علوان)، قال لبلدي نيوز إن "معركة دمشق التي أطلقنا عليها اسم "يا عباد الله اثبتوا" في حي جوبر بدمشق، انطلقت بمرحلتين، وحققت أهدافا كبيرة على المستوى العسكري، كما خففت الضغوطات بشكل كبير على أحياء دمشق الشرقية "برزة والقابون وتشرين"، وكانت المعارك عبارة عن كر وفر، حيث تمكن الثوار من التقدم على عدة نقاط، وقتل عشرات العناصر من قوات النظام وتدمير العديد من الدبابات والآليات"، حسب قوله.
وأضاف علوان أن "تراجعنا من المناطق التي سيطرنا عليها بسبب القصف الشديد للنظام بكافة أنواع الأسلحة، وليس بسبب القوة الميدانية للأخير، التي كانت متهالكة ومضطربة في صفوفه، حيث تعرض حي جوبر لمئات الغارات الجوية بالتزامن مع قصف مستمر بالقذائف والصواريخ والرشاشات".
وأشار المتحدث إلى أن "فيلق الرحمن دخل في غرفة عمليات مشتركة مع باقي الفصائل للتواصل معهم في حال الاحتياج لمؤازرات عسكرية، لكنه لم يحتاج، واضطر للانسحاب من نقاطه بسبب القصف الهستيري للنظام على مواقعه".
كما لفت علوان أن التقدم الذي أحرزه الثوار في دمشق يحمل رسائل واضحة، أنهم غير عاجزين عن الاستمرار بالمعارك والدفاع عن المناطق المحررة والشعب السوري الثائر، في ظل إمعان النظام السوري وروسيا في الحل العسكري.
وتمر هذه المرحلة من في ظل استئناف مفاوضات جنيف دون نتائج تذكر ما بين ممثلي النظام والمعارضة السورية، لتعيد هذه المفاوضات سيناريو الحل السياسي الذي يراد فرضه على المعارضة مع استمرار عدم التزام قوات النظام بأي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وعلى الصعيد المدني، أعادت معركة دمشق روح الثورة للمدنيين، في الغوطة الشرقية المحاصرة، خاصة بعد سياسة التغيير الديموغرافي والتهجير القسري، التي اتبعها النظام وإيران منذ أشهر، وأحبطت العديد من المعارضين للنظام في الداخل والخارج، كما غيّرت وقلبت ما كان يعتقده النظام، أنه سيطر على العاصمة، وإن الاستقرار القسري والإجرامي الذي تمارسه ميليشياته قد أمّن له استمرار السيطرة، لكن الوقائع قالت غير ذلك، وأكدت أن جذوة الثورة لم تنطفئ ولن تتوقف، وأن دماء الثورة قادرة على التجدد وقادرة بمقاتليها على تغيير التكتيكات وأساليب القتال، بما يتناسب مع تطورات الموقف القتالي، حسب قول المقاتل في فيلق الرحمن محمد الباشا.
وأضاف الباشا لبلدي نيوز إن "معركة يا عباد الله اثبتوا أكدت أن قوات النظام ضعيفة ودفاعاتها في المنطقة متهالكة، فقد هرب عناصر الجيش بمجرد سماع أصوات الانفجارات الأولى، مما دفع النظام لجلب تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، ولولا قصفه لنا بالطيران الحربي بمعدل غارة كل خمس دقائق أو أقل، لما تمكن من التقدم شبراً واحداً في حي جوبر".
ولفت أن "المعركة مستمرة حتى لو همدت قليلاً، لكنها ستعود بشكل أقوى، وستحقق نتائج أفضل، ولن نتهاون عن الدفاع عن أرضنا حتى الموت"، حسب وصفه.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في وقت سابق، أن الهجمات المباغتة التي شنتها المعارضة على دمشق، نقلت الحرب الأهلية إلى قلب العاصمة السورية لأول مرة منذ سنوات، ونشرت حالة من الفزع بين مواطنيها، وذكرت الجميع بأن الصراع لم ينتهِ بعد.
يذكر أن حي جوبر يشكل الخاصرة الرخوة في الشمال الشرقي للعاصمة السورية، وبمجرد سيطرة الثوار على الحي، والانطلاق باتجاه العباسيين، تصبح المعارضة على أبواب دمشق القديمة، الأمر الذي سيمثل ثغرة إلى عمق مدينة دمشق.