بلدي نيوز – (عمر يوسف)
شكلت معركة دمشق والتقدم السريع والمفاجئ للثوار صدمة كبيرة لدى نظام الأسد ومؤيديه، كونها جاءت في عمق العاصمة التي اعتقد النظام أنها محصنة وعصية على المهاجمين، إضافة إلى قناعة لديه أن الثوار لن يشنوا هجوما منظما بهذه الدقة بعد إعادة احتلاله مدينة حلب، عاصمة الشمال وكبرى مدن الشمال السوري.
ورغم المحاولات اليائسة خلال الأيام الأولى للمعركة، التي دأب خلالها إعلام الأسد على إظهار أن الأمور تحت السيطرة، والحديث عن تمكن جيش النظام من استيعاب الهجوم، فإن البث المباشر فضح كذب وتضليل ذلك الإعلام لمتابعيه، كما جرت العادة منذ بدء الثور السورية، فقد كشفت أصوات المعارك والقذائف زيف إدعاءات مراسلي تلفزيون النظام على الهواء مباشرة قرب ساحة العباسيين في العاصمة دمشق.
ومع تقهقر قوات الأسد أمام ضربات الثوار، وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، عمدت الماكينة الإعلامية المخابراتية التابعة للنظام إلى ترويج أخبار عن قدوم قوات روسية برية لدعم قوات النظام في معركة دمشق، والحديث عن تواجد ضباط روس في غرفة العمليات لقيادة المعارك بشكل مباشر.
ويبدو هذا الأمر يدخل ضمن الحرب الإعلامية من أجل محاولة رفع معنويات جنود الأسد ومؤيديه، بعد أن شكلت المعركة ضربة قاصمة على الصعيد الأمني والعسكري، خصوصا أن المعارك باتت قريبة من وسط العاصمة دمشق، الأمر الذي شكل مصدر رعب لموالي الأسد في المدينة.
استقدام قوات برية روسية هي فكرة جرى الحديث عنها منذ مدة ليست بعيدة، فبعد التقدم في جبهة حي المنشية بدرعا، روج نظام الأسد وإعلامه أن موسكو تعتزم إرسال قوات برية لدعم جنود الأسد بعد تلقيهم هزائم كبيرة هناك.
بالمقابل، فالمصادر العسكرية تؤكد أن الطيران الروسي لم يغب لحظة عن الأجواء منذ الساعات الأولى للمعركة، وهو الأمر الذي لا يذكره إعلام النظام بطبيعة الحال، فيما أظهرت الصور التي نشرت على مواقع التواصل عناصر من الميليشيات الطائفية العراقية وهي تتجه وسط العاصمة دمشق نحو جبهة جوبر وكراجات العباسيين.
في هذا الصدد، يقول الصحفي "تمام حازم" لبلدي نيوز: "من المعروف أن جيش الأسد لا يستطيع أن يستعيد مترا واحدا دون دعم الطيران الحربي الروسي، فضلا عن تواجد الميليشيات الأجنبية التي يتم الزج بها في الخطوط الأولى للمعركة، بهدف فتح ثغرة في نقاط الثوار".
ويضيف حازم: "الحديث عن قدوم قوات برية روسية هو شكل من أشكال البروباغندا الإعلامية، من أجل شحذ همم شبيحة الأسد على الأرض، كما أنه محاولة لترهيب الثوار على الأرض وهو أمر بعيد المنال، في ظل تماسكهم".