بلدي نيوز- إدلب (محمد أنس)
أصدرت حكومة الأسد عبر رئيس وزرائها "عماد خميس" أمس الأحد، قرار رسمياً بإلزام تسليم الراتب أو الأجر أو التعويضات وكل المستحقات المالية إلى العامل أو الموظف في المناطق المحررة "بالذات استنادا إلى بطاقته الشخصية وتوقيعه وبصمته".
العقوبة الجماعية التي أقرها حكومة الأسد بحق الموظفين، وخاصة المدرسين والكادر التعليمي، يخفي بحسب العديد من المصادر العديد من النوايا السيئة التي يدبرها نظام الأسد للموظفين السوريين العاملين في المناطق المحررة.
وأوضح القرار، وفقاً لوكالة سانا الناطقة باسم النظام أنه "إذا لم يتمكن الموظف من الحضور لأي سبب من الأسباب تحتفظ الجهة العامة براتبه وأجره وتعويضاته لمدة ثلاثة أشهر كحد أقصى بعد ذلك تعاد إلى الخزينة العامة وفي حال حضوره سينظر في وضعه من قبل الوزير المختص".
وبيّن القرار أنه بالنسبة للعاملين المتعاقدين بمن فيهم عقود تشغيل الشباب، الذين وضعوا أنفسهم تحت تصرف إحدى الجهات العامة، وغيرهم من المتعاقدين الذين وضعوا أنفسهم تحت تصرف جهاتهم العامة بعد خروجهم من المناطق المحررة، تجري دراسة إعادة التعاقد معهم، أو تجديد عقودهم، أو تحديد مكان عملهم، وفقا لكل حالة على حدة، مع الأخذ بالحسبان متطلبات العمل ويقرر الوزير المختص ما يراه مناسبا.
"محمد أبو نبهان" وهو مدرس لغة عربية في محافظة درعا جنوبي البلاد، قال: "النظام السوري على دراية تامة بما يقوم به من تعقيدات مالية أمام الكوادر التدريسية على وجه التحديد، على اعتبارها هي الأكثر انتشاراً في المناطق المحررة، ويريد النظام من ذلك التهرب ماليا من تسديد مستحقات المدرسين، علماً أن بعضهم حرمه الأسد من مستحقاته منذ ستة أشهر ونيف كما حصل مع مدرسي دير الزور أو إدلب".
وأضاف "أبو نبهان": "النظام السوري يدرك أن عدداً كبيراً من المدرسين يخشون المرور على حواجزه، لذلك يقوم بعضهم بتكليف أقربائهم القاطنين في مناطق النظام باستلام رواتبهم، وقد تم اعتقال العديد من المدرسين بعد أن قرروا التوجه لمناطق النظام من المدن المحررة".
بدوره، "أبو محمد الأدلبي"، وهو موجه في أحد مدارس إدلب، قال لـ "بلدي نيوز": لا نستبعد حقيقة أن النظام يريد التدخل بشكل رئيسي في المسار التعليمي في الشمال السوري، خاصة أن إدلب تقوم الأسس التعليمية فيها على جهتين، الأولى التابعة للنظام والأخرى تتبع للائتلاف السوري".
وأضاف "هنالك عوائق كثيرة للمدرسين في إدلب وبعضهم يغامر بنفسه ويتوجه نحو مدينة حماة لاستلام راتبه، ولكن ربما النظام السوري يريد تجنيد الموظفين في المناطق المحررة لصالحه، أو الحصول على معلومات سرية بهدف ضرب سير العملية التعلمية في المناطق المحررة، بعد أن أحرزت المسارات التعليمية فيها تفوقاً كبيراً على مثيلاتها التابعة للنظام".