بلدي نيوز – (منى علي)
صدر عن وزارة الثقافة التابعة لحكومة نظام الأسد، مؤخراً، كتاب "عظماء القرن العشرين" لمؤلفه السفير المطرود "بهجت سليمان"، وهو لواء سابق في أجهزة الأمن عينه الأسد سفيراً في الأردن، إلا أنه خرج منها مطرودا.
وقد أثار الكتاب موجة سخرية واسعة، بحكم أنه يقدّم لعظماء "الدكتاتورية"، والخيط الناظم الوحيد الذي يجمع معظم الأسماء الواردة، وليس جميعها، هو انتماؤهم إلى "محور المقاومة والممانعة" وفق التسمية البعثية المحلية، أو "محور الشر" وفق التسمية العالمية.
وقد ركز الكتاب "العجيب" على الساسة فقط دون غيرهم، والساسة المذكورون في الكتاب هم: زعيم الاتحاد السوفييتي فلاديمير لينين، الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ، رئيس وزراء الهند الراحل جواهر لال نهرو، رئيس جمهورية يوغسلافيا الراحل جوزيف بروز تيتو، الزعيم الفيتنامي الراحل هو تشي منه، الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، زعيم الثورة الكوبية فيديل كاسترو، الدكتاتور حافظ الأسد، الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وآية الله روح الله الخميني.. كما ضمّ الكتاب اسم رئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا والرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، بالإضافة إلى الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله.
أما الأول ترتيباً من حيث الصور على غلاف الكتاب، فكان رئيس النظام الحالي بشار الأسد، الذي ورث الحكم عن أبيه في مهزلة "دستورية" واستلم منصبه في منتصف العام 2000م، أي في القرن الحادي والعشرين!..
الأديب والكاتب الصحفي، ياسر الأطرش، رأى أن "نشر الكتاب في هذا الوقت ليس اعتباطياً، فهو يؤسس (ثقافياً) للمرحلة القادمة كما يراها النظام، وفرض هؤلاء الإرهابيين (الأسدان ونصر الله وخامنئي وعبد الناصر..) كعظماء، إنما يدلل على الحالة الثقافية والفكرية التي يصر النظام على المضي بها قُدماً في مرحلة (الشراكة) المزمعة مع المعارضة كما تريد موسكو ودي مستورا إخراج الصورة".
وأشار "ياسر الأطرش" المتوج بلقب "شاعر الحرية" إلى أن "على المعارضة السياسية أن تأخذ على محمل الجد، التحديات الفكرية والثقافية، وهي الأكثر تأثيراً بعد طي صفحة المفاوضات السياسية، حيث إن (تدجين) المجتمع خلال حكم آل الأسد اعتمد منهجاً فكرياً ثقافياً تعبوياً، ومن ثم محاسبة (المارقين) على هؤلاء (الرموز) الذين تم تسويقهم وتقديسهم، وبالتالي صار التمرد على التبعية لهم خرقاً ليس سياسياً فحسب، بل يبدو وكأنه مسّ بشيء مقدس!". مستشهداً بحالة الإرهابي "حسن نصر الله" (سيد المقاومة) المزعوم، الذي تم تكريسه ليمارس القتل الطائفي لمصلحة نظام الملالي، مستنداً إلى تاريخه (مسبق الصنع) في "الممانعة والمقاومة"!.