بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)
قطعت قوات النظام وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الطريق أمام فصائل الجيش الحر المنضوية في عملية درع الفرات التي تدعمها تركيا.
وقال مراسل بلدي نيوز في حلب، أحمد الأحمد، إن قوات النظام سيطرت على قرية جب الخفي شرق الباب الملاصقة للمناطق التي تسيطر عليها ميليشيات "قسد" غرب منبج، مشيرا إلى قوات النظام سيطرت أثناء تقدمها على قرى (جب السلطان، وجب حمام، وزريرة، وكرين) شرق الباب، مشيرا إلى أن تقدم النظام كان على حساب تنظيم "الدولة" الذي انسحب من القرى دون قتال.
وجرت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل "درع الفرات"، مساء الأحد الماضي، في محيط مدينة الباب من جهة دوار "تادف"، أسفرت عن مقتل 22 عنصرا من قوات النظام التي تحاول التقدم باتجاه المدينة، وهي المرة الثانية التي تصطدم فيها فصائل "درع الفرات" مع قوات النظام خلال معارك ريف حلب الشرقي، وكانت فصائل "درع الفرات" حررت مدينة الباب يوم الخميس الماضي بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الاشتباكات مع تنظيم "الدولة".
ويتوقع مراقبون، أن تسلم ميليشيات "قسد" مدينة منبج لقوات النظام من خلال ما يعرف بنظام المصالحات، خاصة وأن تركيا تصر على رحيل هذا القوات من منبج، وقد سلمت ميليشيات "قسد" ست بلدات بريف حلب الشمالي سيطرت عليها من الثوار العام الماضي، لنظام الاسد وهي (تل رفعت، ومنغ، وماير، وتل جبين، ومعرسته الخان، وحردتنين).
كما لا يستبعدون، أن يقوم النظام بمنح ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" جسرا بين مناطق سيطرته شمال سوريا، ما يهدد تركيا التي أطلقت عملية "درع الفرات" في آب/أغسطس العام الماضي، لطرد تنظيم "الدولة"، ومنع "ب ي د" الذي يقود ميليشيات "قسد" من وصل مدينة عفرين شمال حلب بالمناطق التي يسيطر عليها بالرقة والحسكة.
وظهر خلاف بين واشنطن من جهة وأنقرة ودول عربية من جهة ثانية، حول دور "ب ي د" في عملية تحرير الرقة وحول من يتسلم إدارة المدينة بعد تحريرها، إذ أن أنقرة ترفض أي دور لميليشيات الكردية في معركة الرقة، وتطالب بتحريرها بواسطة مقاتلين عرب وتسليمها إلى أهلها، كما حصل في مدينة الباب لدى دعم تركيا فصائل "درع الفرات"، وحصلت تركيا على دعم دول عربية رئيسة باعتبار "ب ي د" تنظيماً إرهابياً.
وقدمت أنقرة إلى واشنطن خطة عسكرية لتحرير الرقة بمشاركة دول عربية منضوية في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة"، والخطة تنص على دخول قوات تركية وأميركية خاصة والجيش الحر، إما من تل أبيض الحدودية عبر إقناع واشنطن لـ"ب ي د" بفتح طريق بعرض 20 كيلومتراً وطول مئة كيلومتر من تل أبيض إلى الرقة، أو من مدينة الباب إلى الرقة بعملية تمتد أكثر من مئتي كيلومتر، والطريق الأخير أصبح تحت سيطرة النظام وميليشيا "ب ي د".
لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد في تصريحات قبل أكثر من أسبوع من مدينة غازي عنتاب جنوب البلاد، أنه بعد تحرير الباب، سوف تتجه "درع الفرات" إلى "منبج، وفي حال توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي والسعودية وقطر سننتقل إلى تطهير الرقة" من تنظيم "الدولة".
ودعماً لقوات "الجيش السوري الحر" أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، في 24 آب العام الماضي، عملية "درع الفرات" في شمال سوريا، بهدف تطهير المنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية.
بالمقابل، أعلنت هذه الميليشيات التي تقودها الميليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، المرحلة الأولى من عملية "غضب الفرات"، الهادفة إلى عزل الرقة عن ريفها الشمالي في 6 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وبدأت المرحلة الثانية في 10 كانون الأول/يناير، وشملت الريف الغربي، فيما أعلن عن المرحلة الثالثة في 4 شباط/فبراير وتشمل الريفين الشمالي الشرقي والشرقي للمدينة، بحيث تعزل المدينة في غضون شهرين أو ثلاثة.