هل تنتهي الحرب الباردة بين إيران وتركيا بصدام عسكري؟ - It's Over 9000!

هل تنتهي الحرب الباردة بين إيران وتركيا بصدام عسكري؟

بلدي نيوز- (ميرفت محمد)
يبدو أن الصراع المستور خلف المصالح الاقتصادية بين تركيا وإيران بدأ يطفو على السطح، فرغم أن الحرب الباردة بين البلدين بدأت منذ اليوم الأول للثورة السورية، إلا أنه يوماً بعد يوم ازدادت الهوة بين الطرفين.
وقد بدأت المعركة مؤخرًا، بتصريحات وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو) الذي اتهم إيران بالعمل على نشر التشيع في سوريا والعراق، واصفا الدور الإيراني في المنطقة بأنه عامل زعزعة لا استقرار، بينما رد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية (بهرام قاسمي) بالقول إن بلاده تتحلى بالصبر على تركيا في سياساتها، مشيرا رغم ذلك أنه "للصبر حدود".
وهو ما يعني أن إيران أصبحت تتخوف من تشكل طوق تركي خليجي مدعوم من أمريكا ضد مصالحها في المنطقة، إضافة إلى تخوفها من قدرة تركيا على مواجهة الممر الإيراني وتغيير المعادلة العسكرية في ظل دعم خليجي.
التحالف مع السعودية

تتخوف إيران من التقارب التركي الخليجي الذي ظهر في تحركات عدة بين السعودية وتركيا على وجه التحديد، تخاف إيران من أن تصبح تركيا ظهيراً سياسياً وعسكرياً لدول الخليج، ظهيراً يعمل على عرقلة الطموحات الإيرانية خاصة في سوريا والعراق.
يصف الباحث في السياسات الدفاعية المقارنة وقضايا الأمن الدولي (أنس القصاص) منظومة العلاقات التركية الإيرانية بأنها شديدة التشابك وتتجاوز الملف السياسي بكثير، ويتابع القول: "يزداد هذا التشابك كلما اقتربنا من الاقتصاد لكن التعامل الهادئ من قبل القيادات السياسية في البلدين لعلاقاتها في ظل الأحداث الكبرى التي مرت بالمنطقة سابقًا ليست ضمانة على تكرار نفس الأمر في الصراعات الحالية والمستقبلية التي تشهدها المنطقة"، ويضيف: "لاسيما مع وجود طرف ثالث يفعل ما هو أكثر من الترقب وهو دول الخليج، وخاصة السعودية التي تعد شديدة الجدية في مواجهة القوة الإيرانية التي تعي في أفنيتها الخلفية".
ويؤكد القصاص خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أن العلاقات التركية الإيرانية رهينة بتقدم حالة التحالف والثقة بين الأتراك والسعودية، مضيفًا: "لكن مهما وصلت درجة العداء فهناك ملفات متروكة تفرض نفسها على البلدين تحتاج منهما لتناول مشترك مثل ملف الأكراد وكذا ملف التنسيق الأمني في آسيا الوسطى التي تشترك تركيا وإيران كثيرًا على تبعياته الثقافية لكنهما يتفقان على نظامه الأمني لاسيما في ملف مواجهة الإرهاب الكردي والداعشي".
إيران في طوق وحصار
اتهم الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) إيران بالسعي لتفتيت العراق وسوريا، وقال خلال زيارته للبحرين "أن القومية الفارسية خطر لا بد من التصدي له"، وردًا على ذلك اتهمت إيران بشكل غير مباشر تركيا بدعم الجماعات الإرهابية في سوريا.
لذلك يعتقد المختص في الشأن التركي (عبو حسو) أنه لم تخلُ تصريحات المسؤولين بين الفينة والأخرى من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين وفي الأيام الأخيرة بدأ التصعيد من الجانب الإيراني وخاصة بعد زيارة أردوغان الأخيرة لدول الخليج ووقوف دول الخليج مجتمعين إلى جانب تركيا سياسياً وعسكرياً واقتصاديًا مما أزعج دوائر القرار في إيران.
ويوضح (عبو) أن تقارب تركيا مع روسيا ومع أميركا ومع دول الخليج وتحقيق إنجازات كبيرة في مكافحة (تنظيم الدولة) ضمن إطار عملية "درع الفرات" جعل كفة تركيا ترجح ونفوذها ودورها في سوريا والعراق يتعاظم أكثر وقدرتها على مواجهة إيران بشكل مباشر أو غير مباشر أكبر، حسب (عبو).
ويرى (عبو) أن إيران تعيش أسوء أيامها من ناحية التحالفات، وتابع القول لـ"بلدي نيوز": "حلفاء الأمس يتحولون شيئاً فشيئًا إلى أعداء وأميركا أكبر دليل وربما روسيا في لحظة مساومة ومفاضلة تضحي بإيران أيضاً وإن قدمت دول الخليج الدعم اللازم في تركيا وضخت باستثمارات كبيرة في تركيا، ستكون إيران في طوق وحصار حقيقي قد تندفع بردة فعل غير محسوبة وتقوم بعمل عسكري ما يجلب لها الوبال".
جولات تنافسية في الخليج

يؤكد الكاتب الصحافي من الأردن (شاكر الجوهري) أن جولة الرئيس التركي الأخيرة إلى الخليج تحمل معان كثيرة منها أنه يريد تأكيد التزامه بالدفاع عن دول الخليج العربي في مواجهة الأطماع الإيرانية، وأنه أيضًا يشجع هذه الدول على الحفاظ على مواقفها المعارضة لطهران وسياستها العدوانية في العراق وسوريا واليمن.
ويقرأ الجوهري خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" في زيارة الرئيسين التركي والإيراني لدول عربية خليجية أنها جاءت في إطار التنافس، إن لم تكن تسابق بين كلا من أنقرة وطهران لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة، مضيفًا: "اختار الرئيس التركي أن يبدأ جولته بالبحرين لكونها أكثر الدول الخليجية تعرضًا للأطماع الإيرانية، وتعرضا للتدخلات الإيرانية، وكأن أردوغان جاء ليقول لملك البحرين (تركيا معك)، وتابع القول: "بينما اختار الرئيس الإيراني حسن روحاني سلطنة عمان لبدء جولته التي شملت كذلك الكويت، وكأنه يشير إلى عمق العلاقات الإيرانية العمانية"، ويشير الجوهري إلى أن زيارة روحاني جاءت ليقول أن "بلاده تقيم علاقات طيبة مع بلدان الخليج، وأن باب تحسين العلاقات بين طهران ودول المنطقة مفتوح، فلا داعي لأن تتحالف هذه الدول مع أميركا ترامب لمواجهة إيران".
ويشير الجوهري إلى أنه من المهم ملاحظة أن الدول التي زارها أردوغان غير الدول التي زارها روحاني، ويرجع استثناء (الإمارات) من برنامجي الجولتين إلى أن تركيا تعتقد أن الإمارات متورطة في دعم المحاولة الانقلابية الأخيرة، وكذلك لتعارض السياسات الإقليمية لكلا البلدين في أغلب قضايا المنطقة، أما فيما يتعلق بالرئيس الإيراني، فالأرجح أنه استثنى أبو ظبي من جولته، بسبب الخلاف بين البلدين، على احتلال إيران لثلاث جزر إماراتية، وذلك خشية أن تؤدي زيارة روحاني إلى إثارة موضوع هذا الخلاف مجددا في وسائل الإعلام، حسب الجوهري.
صدام عسكري

وسط ما يدور رحاه في مدينة الباب في الشمال السوري، ومع قرب معركة تحرير الرقة، توقع المحلل العسكري التركي (متين غورجان) أن يحدث صدام عسكري بين فيلق القدس الإيراني الذي يقوده قاسم سليماني، والقوات التركية الخاصة التي يقودها الجنرال زكاي أكسكالي في مدينة الباب التي يحضر الرجلان لتبعاتها.
ويرى (غورجان) في مقاله المنشور على موقع "المونيتور" الأمريكي أنه بالرغم "من عدم وقوع أي مواجهة مسلحة بين الوحدات الوطنية والميليشيات المحلية العاملة تحت إمرتهما، فإن التطورات في شمال سوريا تنذر باحتمال وقوع ذلك في وقت ليس ببعيد"، وتابع القول "إن المواجهة قد تبدو بعيدة في هذه المرحلة، ولكنني أعتقد أن أكسكالي وسليماني سيتواجهان للمرة الأولى في شمال سوريا، حول الرقة بالتحديد، في حال قامت تركيا بالتوجه نحو الرقة بعد السيطرة على الباب."، وتابع القول: "قبل ستة أشهر كنت أستبعد تماما فرضية حدوث اشتباكات بين الميليشيات الشيعية بقيادة سليماني وعناصر الجيش السوري الحر السني بقيادة أكسكالي، أما اليوم فقد أصبحت هذه الفرضية محتملة."
ويتوافق ذلك مع ما جاء في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، حيث ذكر تقرير نشره الموقع أن "نموذج تركيا وإيران، القوتين الكبريين في قلب العالم الإسلامي بينهما صراع صعوده إلى السطح لا مفر منه." ويؤكد الموقع أن "هذا التوتر قد يؤدي في نهاية المطاف إلى (حرب أهلية إسلامية)، على اعتبار أن إيران هو الزعيم الفعلي للشيعة في حين تحاول تركيا أن تتولى قيادة السنة."

مقالات ذات صلة

واشنطن تمدد حالة الطوارئ الوطنية بخصوص سوريا لعام إضافي

نازحو مخيم الركبان يطالبون بفك الحصار ونقلهم إلى الشمال

بحجة التدريبات.. مركز إيران الثقافي في ديرالزور يبدأ باستقطاب النساء

"التفاوض" تعد ورقتي سياسات بخصوص المعتقلين في جنييف

جرحى بقصف استهدف مخيما للنازحين شمالي حلب

الدفاع المدني يطلق مشروع ترميم 15 منشأة طبية شمال غرب سوريا