بلدي نيوز-(عمر يوسف)
بعد هدوء نسبي عاشه حي القابون شرقي دمشق، عاد النظام ليصب قصفه على الحيّ من جديد، موقعاً العديد من الشهداء والجرحى، في خطوة تتزامن مع اقتراب موعد محادثات جنيف 4، التي يروج داعموها لكونها أملاً في حل سياسي للوضع في سوريا.
هذا القصف أعلن نهاية الهدنة التي أبرمها النظام مع الحي منذ عام 2014، تخللها قصف مدفعي وصاروخي، دون أن يكون هنالك تصعيد عسكري شبيه بما يحدث اليوم حيث استخدم النظام القصف سابقاً للضغط على الحي طوال السنوات الماضية، لكن الناشطين في الحي يعزون هذا القصف الغير مسبوق، بأن النظام يسعى إلى تهجير من تبقى من فصائل الثوار في المناطق الشرقية من العاصمة دمشق، نحو الشمال السوري، ومن ضمنها حي القابون.
فخلال العام الماضي والحالي، شهد ريف دمشق حملات تهجير قسري، فرضها نظام الأسد بالحديد والنار على الثوار في الغوطة الغربية، لاسيما بلدات خان الشيح وزاكية وداريا والمعضمية، ومؤخرا وادي بردى، بدعم روسي، وتجاهل عالمي لما يحدث من عملية تغيير ديمغرافي في ريف دمشق، إضافة إلى حجم الدمار الذي طال تلك المدن والبلدات، بفعل القصف بشتى صنوف الأسلحة.
وفي هذا الشأن، يقول الصحفي السوري (تمام حازم): "إن التصعيد اليوم على القابون هو رسالة من الأسد وعصابته إلى الأهالي، حول عملية تهجير قادمة في وقت قريب، في ظل صمت عالمي رهيب، على ما يحدث في سوريا عموما، ودمشق على وجه الخصوص، من جرائم بحق المدنيين".
ويضيف (حازم) في حديثه لبلدي نيوز: "يعمد نظام الأسد مع اقتراب أي استحقاق سياسي أو جلسة مفاوضات، إلى التصعيد ضد مناطق الثوار، بهدف الضغط واستخدام القوة كورقة بيده خلال المفاوضات، لاسيما أن جنيف 4 على الأبواب".
وأبدى (حازم) تشاؤمه قائلاً إن التهجير سوف يستمر في ظل الوضع الراهن للجيش الحر، وما يعانيه من تشرذم وتفرقة في الشمال السوري، إضافة إلى الصمت المريب من الدول "الصديقة" للشعب السوري، والمجتمع الدولي.