"YPG" تحرج أمريكا في سوريا - It's Over 9000!

"YPG" تحرج أمريكا في سوريا

ذا نيشن – (ترجمة بلدي نيوز)

بدأت الغارة الساعة الثالثة صباحاً،على قرية سورية على مقربة من الحدود العراقية حيث أغارت الشرطة العسكرية الكردية بشاحنات صغيرة على القرية، والكثير منهم ملثمون، وأقاموا الحواجز على الطرق، مشهرين أسلحتهم، ومن ثم بدؤوا حملة تفتيش من منزل إلى منزل.

وحدات حماية الشعب الكردية أو الـYPG، هي الميلشيا المفضلة لدى الولايات المتحدة، حيث إن شخصيات بارزة في إدارة أوباما، وحتى عسكرية، أشادت بمهنية هذه الوحدات باعتبارها القوة السورية الأكثر فعالية ضد تنظيم "الدولة"، رغم أن إدارة ترامب لم تشر حتى الآن كيف تخطط للعمل مع هذه الميليشيا!

ولكن العملية العسكرية التي تمت بتاريخ 10 أيلول ليست مدعاةً للتباهي، حيث إن القرية التي تقع شمال شرق سوريا هي كردية و(الأسايش) أو الشرطة العسكرية الكردية لم تكن تبحث عن متشددين إسلاميين من التنظيم وإنما لاعتقال المتهربين من الخدمة العسكرية من الشبان، وقد قال سكان محليون إنهم اعتقلوا سبعة شبان، وأن كثيرين قد فروا بعيداً.

وبعد أسبوعين، عاد الآسايش مع قوة من 700 مقاتل، وعندما حاولت مجموعة من الشبان الفرار، فتحت قوات الآسايش النار، مما أسفر عن مقتل هاني خنجر، وهو كردي يبلغ من العمر 18 عاماً، واعتقلوا ثلاثة شبان، ولكن تم إطلاق سراحهم، لأنهم كانوا تحت سن 18.

ولا تعتبر هذه المرة الأولى- فوفقاً للمعارضة ومراقبي حقوق الإنسان- تغير الوحدات الكردية بانتظام على القرى، وتقيم الحواجز ونقاط التفتيش على الطرق للمدن والقرى الرئيسية .

ويقول فابريسبلانشي من معهد واشنطن إن حزب الاتحاد الديمقراطي لديه مشكلة في القوى البشرية، حيث إن 500،000 كردي فروا من شمال سوريا بدلاً من أن يستسلموا لحكم الوحدات.

ويضيف: "تدابير مثل هذه تدل على عدم شعبية حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي للـ YPG، ولكنها ليست السبب الوحيد، فحزب الاتحاد الديمقراطي يدير المنطقة، التي يدعوها كردستان السورية أو كردستان الغربية، بقبضة من حديد، حيث قمع المعارضة السياسية، واعتقل الصحفيين وأغلق وسائل الإعلام المستقلة، وطرد عشرات الآلاف من العرب في إطار سعيه لتوطيد السيطرة، ولذلك فالتجنيد الإجباري على حد سواء هو سبب ونتيجة لعدم شعبيته.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الوحدات هي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة قد وضعت من قبل الولايات المتحدة، وتركيا والاتحاد الأوروبي على قوائم الإرهاب العالمي.

ورغم المنطق العسكري لعمل الآلة العسكرية الأمريكية كفريق واحد مع القوات البرية الكردية التي لديها مركزية، وانضباط، وخبرة قتالية، إلا أن هذا يعتبر عيباً أيضاً، كونها اكتسبت الخبرة القتالية من محاربة تركيا لنحو 30 عاماً في تمرد اندلع مرة أخرى في صيف عام 2015.

وقد تزعم وزارة الخارجية الأمريكية أن YPG هي كيان منفصل عن حزب العمال الكردستاني، وهو موقف ينظر له في جميع أنحاء المنطقة، على أنه خيال، وترفض الإدارة  الأمريكية الرد على أسئلة محددة حول سياستها تلك.

وبناء على طلب الولايات المتحدة، أخذت YPG خطوة في أواخر عام 2015 لتوسيع نطاق توسعها من خلال إنشاء القوات السورية الديمقراطية، أو قوات الدفاع الذاتي ((SDF، وهي مظلة تضم عناصر رئيسية من المقاتلين العرب ولكن تحت سيطرة YPG، وهذا يعني سيطرة حزب العمال الكردستاني!

ويضيف بلانشي: "وبالطبع جميع الأوامر تأتي من قنديل" في إشارة إلى مقر حزب العمال الكردستاني في العراق، ووفقاً للمنشقين من حزب العمال الكردستاني الذين قابلتهم صحيفة (ذانيشن) فإن 70 % من قوات YPG هي عبارة عن وحدات لحزب العمال الكردستاني المتمركزين في منطقة قنديل.

كما أن الدعم الأميركي لحزب العمال الكردستاني على الجبهة السورية بالأسلحة والتدريب، والذي بدأ في عهد إدارة أوباما، قد أثار حفيظة تركيا، بالإضافة إلى حكومة إقليم كردستان العراق والتي هددت باستخدام القوة إذا لم ينسحب الحزب من سنجار في شمال العراق.

والخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا قد أثر على القتال في منبج، المدينة العربية شمال شرق حلب، والتي سيطرت عليها قوات الدفاع الذاتي (SDF)  في أغسطس الماضي بمساعدة من الضربات الجوية الأمريكية. فظاهريا كان ذلك انتصاراً، ولكن الخسائر في الأرواح كانت هائلة، حيث يقدر إبراهيم برو، المعارض الكردي أن من أصل 5000 من مقاتلي قوات الدفاع الذاتي، ونصفهم من العرب، قد قتل ما لا يقل عن 700 في تلك المعركة، وكان العدد الرسمي التي نشرته وسائل إعلام كردستان السورية هو 364، ولكن وفقاً لروني، وهو أحد المنشقين من حزب العمال الكردستاني والذي شغل منصباً رفيع المستوى في قوات YPG في كردستان السورية خلال الهجوم- أن العدد الحقيقي أقرب إلى 1000.

ومن بين الأسباب التي ذكرها "برو" للفشل: استخدام تنظيم "الدولة" الفعال للعربات الانتحارية، والتدريب السيئ للقوات الكردية المهاجمة، والافتقار إلى الدعم الشعبي للمقاتلين الأكراد على الأراضي العربية، وحقيقة أن الكثير من المقاتلين الأكراد كانوا من تركيا أو إيران ولا يتكلمون العربية.

وأضاف: "كان من المفترض للعملية أن تنتهي خلال 45 يوماً ولكنها استغرقت ضعف ذلك الوقت بسبب تكتيكات التنظيم الدفاعية الفعالة (باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وزرع ألغام حول الأهداف الرئيسية، وإرسال ما لا يقل عن 11 مركبة محملة بالمتفجرات، وفشل الولايات المتحدة في دعم حليفها".

وكمنشقين آخرين في هذا المقال، يمكث روني  خارج سوريا، ويستخدم اسماً مستعاراً خوفا من الانتقام من قبل الحزب، ويقول: "طلبنا الأسلحة الثقيلة ولم نحصل على شيء منها، كل ما حصلنا عليه هو الذخائر والأسلحة الصغيرة، الولايات المتحدة لم تزودنا بالسترات الواقية والخوذات ومعدات الرؤية الليلية، أو الكشف عن الألغام. لقد أرسلونا إلى الموت، إنهم لا يريدون أن نصبح أقوياء" .

وكانت القوات الأمريكية قد رفضت أيضاً إطلاق ضربات جوية أو صواريخ جو-أرض ضد سيارات ملغومة أو على قناصة التنظيم، ويفترض بأن الأمريكيين قد وفروا 12 صاروخاً  متطوراً مضاداً لدبابات للوحدات الكردية ولكن "روني" يقول بأنه لم يرَ دليلاً على ذلك وبدلاً من ذلك اعتمدت الميليشيا على قذائف صاروخية أو غيرها من الذخائر.

ويعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي حليفاً مهماً للنظام السوري، يقول إبراهيم بيرو من المعارضة الكردية "إن الولايات المتحدة قلقة من الأجندة السياسية للحزب خصوصاً بعد التجربة السلبية في حزيران 2015، عندما استولت الميليشيا على بلدة (تل أبيض) وطردت معظم سكانها العرب وقامت بعد ذلك بـ (تكريد) البلدة وسمتها باسم (كري سبي) باللغة الكردية".

في الواقع، قد ذكرت الميلشيا مراراً عزمها الاستحواذ على الأراضي العربية في شمال سوريا من أجل وصل الكانتونات الكردية في القامشلي مع كوباني وعفرين.

وتركيا، أكبر قوة في المنطقة، تعهدت بوقف المشروع، خوفاً من أن يربط حزب العمال الكردستاني الأراضي التي تسيطر عليها YPG في شمال سوريا والبلدات ذات الأغلبية الكردية في جنوب تركيا، مما يهدد سلامة الأراضي التركية.

أما علاقات نظام الأسد مع المنظمة الأم لحزب الاتحاد الديمقراطي، وحزب العمال الكردستاني، فيعود تاريخها إلى عام 1984، عندما أنشأ عبد الله أوجلان الحركة في دمشق تحت رعاية المخابرات السورية، وذلك وفقاً لمسؤولين كبار في حكومة إقليم كردستان. ومنذ ذلك اليوم - لحزب العمال الكردستاني صلة بأجهزة الاستخبارات الرائدة في العاصمة السورية.

وقد أسس الأكراد السوريون حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2003 بمساعدة من إيران والمخابرات السورية، وفقاً لضابط مخابرات سوري انشق وقال إنه شارك في الاجتماع الأول. ولكن عندما اعتقل أوجلان في عام 1999 وقُدم إلى تركيا، رغبة من الحكومة في دمشق بتهدئة العلاقات مع أنقرة، اضطرت الحركة للعمل سراً.

وتعود الخدمة العسكرية الإلزامية في الوحدات إلى يونيو 2014، عندما أصدر المجلس التشريعي للحزب "قانون الدفاع عن النفس" حيث طلب من كل أسرة توفير الذكور "المتطوعين" بين 18 و 30 سنة من العمر للعمل لمدة ستة أشهر. وتم تشجيع العائلات التي لا تحوي ذكوراً بإرسال الإناث بدلاً من ذلك، مما أدى إلى اضطرابات في جميع أنحاء الجزيرة والكانتونات الأخرى، ككوباني وعفرين.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR) مداهمة الوحدات للبيوت واعتقال الشباب، وكذلك النساء والفتيات منذ بداية عام 2014، كما تم تجنيد وإجبار الأطفال القسري ممن هم  تحت عمر 16على التدريب واستخدام السلاح، بين 2012 و 2015 لعدد وصل إلى 1.876، ورفض كل من البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية حتى الآن الرد على أي أسئلة تتعلق بهذا الموضوع!.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا