بلدي نيوز – (عبد الكريم الحلبي)
لا زالت القصص المسربة من سجون الأسد تثير الصدمة حول جحيم التعذيب والقمع الذي يتعرض له المعتقلون، داخل الأقبية المظلمة، وسط صمت عالمي وإدانات خجولة.
هنا قصة المعتقلة "منال العلي" التي قضت شهرين في غياهب سجون النظام، نهاية العام الفائت، بتهمة "علاج الإرهابيين" في حلب، حيث تروي لبلدي نيوز فصول التعذيب والمعاناة التي عاشتها خلال هذه الفترة القصيرة نسبياً.
تقول "منال" لبلدي نيوز: "مكثت في سجن فرع الأمن العسكري بدمشق لمدة شهرين، تعرضنا خلالها نحن المعتقلات للتعذيب الجسدي بالعصي والأيدي، عبر الضرب على الرأس ومختلف أنواع الجسم، لكن أبشع ما مر معي كان ضرب الشبان في ممر المعتقلات، حيث كنا نسمعهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة جراء التعذيب".
وتضيف "العلي": "كانت الكثير من المعتقلات تصاب بالانهيار العصبي لدى الذهاب إلى الحمامات، عند رؤيتهن الشبان ودمائهم تملأ المكان، ولدى العودة، كانوا يشغلون الأغاني في السجن كنوع من التعذيب كي يمنعونا من النوم".
واستطردت: "عندما كنت أسمع اسمي من أجل الذهاب إلى التحقيق، كنت ارتجف من الخوف وقلبي يكاد يخرج من مكانه، حينها يقوم السجانون بتعذيبي بالعصي، ويشتمونني بأبشع الألفاظ، قبل أن يلقوني في السجن مجددا".
وعن القصص التي صادفتها داخل السجن تقول: "كان هناك معتقلة اسمها حميدة، تم توقيفها مع أولادها الذكور بعمر السابعة عشر والثاني والعشرين، وكانت تسمع صوت أحد أولادها وهو يتعذب، وكانت تنتظر خروجها للحمام لتراه وهو يعاني من الألم، وعندما خرجت في إحدى المرات وجدت ابنها ملقى على الأرض ميتاً من التعذيب".
وتضيف: "بعدها تم سحبها من قبل الأمن إلى الحمامات وتم ضربها وإقناعها أنه ليس ابنها وهي تعرف أن ابنها قد قتل".
وكانت المعتقلة "منال العلي" خرجت من سجون النظام خلال صفقة تبادل أسرى بين النظام و"هيئة تحرير الشام" أمس وشملت أكثر من مئة معتقلة من الطرفين.