بلدي نيوز – إدلب (محمد وليد جبس)
أصيب عدد من النازحين بحروق صباح اليوم الثلاثاء، إثر احتراق خيمتين في مخيم "طيور الجنة" ضمن تجمع لمخيمات النازحين في بلدة "عقربات" على الحدود التركية، كما أصيبت أم وطفلاها بحروق طفيفة يوم أمس إثر اشتعال المدفئة التي تسببت بإحراق خيمتهما في مخيم "النواعير" ضمن مخيمات بلدة "قاح".
ويعود سبب هذه الحرائق للمدافئ التي تعمل على "الكاز" أو على المازوت المكرر الذي أجبر غالبية الأهالي على استخدامه كمادة للتدفئة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة وانقطاع وسائل التدفئة البديلة، وحالة الغلاء التي تواجه المجتمع السوري لاسيما في المناطق المحررة.
وعلى الرغم من خطورة استخدام هذه الأنواع من وسائل التدفئة يصر الأهالي في المخيمات العشوائية المنتشرة في الشمال السوري على الحدود التركية على استخدام المدافئ التي تعمل على "الكاز" مع تحمل عواقب ينتج عنها كوارث مثل احتراق الخيام ورائحة كريهة تسبب الأمراض الصحية، حيث لا بديل لهم في هذه الظروف القاسية للوقاية من البرد في خيامهم المهترئة إلا هذه المدافئ وهذه الأنواع من الوقود.
"مرهف جدوع" وهو نازح من ريف حماة وأحد قاطني المخيمات تحدث لبلدي نيوز قائلا: "اندلعت النيران في خيمة مجاورة لخيمتنا صباح اليوم فسارعنا لمساعدة أصحابها فوجدنا أماً وطفليها قد احترق جزء من أجسادهم بحروق طفيفة، قام بعض من الأهالي النازحين بإسعافهم إلى النقطة الطبية القريبة في أطمة، بينما نحن عملنا على إخماد الحريق، ولكن كانت النيران قوية جدا بسبب اشتعال الكاز الموجود بالخيمة، ما أدى لاحتراقها بالكامل".
وأكد "مرهف" أن سبب الحريق اشتعال الكاز المستخدم للمدافئ، وأن الأمر تكرر مع عدة عائلات لنفس الأسباب، مشيراً إلى أنهم مجبرون على استخدامه لعدم وجود وسائل أخرى، وأنها إن وجدت فإن ارتفاع أسعارها يمنعهم من الحصول عليها.
وأضاف مرهف "لقد ناشدنا العديد من المنظمات عبر وسائل الإعلام من قبل لتأمين وسائل تدفئة بديلة أو تأمين كرفانات للسكن بدلاً من الخيام القماشية التي تساعد في كثافة وسرعة اندلاع النيران، دون جدوى".
يذكر أن عشرات المخيمات التي تؤوي الآلاف من النازحين تنتشر على طول الحدود السورية التركية، تواجه مشقات كبيرة في تفادي برودة فصل الشتاء، وسط تكرار حالات احتراق الخيام بفعل المدافىء ومواد التدفئة البديلة، دون أن يستطيع الأهالي إيجاد حلول بديلة مع استمرار المعاناة.