بلدي نيوز - دمشق (محمد أنس)
لم تختلف الأوضاع المعيشية في عموم المناطق بريف دمشق التي هجر الأسد وإيران ثوارها خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي؛ فوعود الأسد والجنة التي كان يطبل لها أمام لجان المصالحات، برزت هويتها الحقيقية عقب تهجير الثوار، لتتحول تلك الجنان إلى أعمال انتقامية تضاعفت نسبتها عما كانت قبيل تهجير الكتائب الثورية في الريف الدمشقي.
يقول الناشط الإعلامي في ريف دمشق "أوس الشامي"، "قبل يومين، أدخلت الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد "شعبة التجنيد" إلى مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية، علماً أن المدينة تحوي اليوم قرابة 25 ألف مدني، من ضمنهم ما لا يقل عن 12000 شاب ورجل.
وأضاف "الشامي" لبلدي نيوز "دخول شعبة التجنيد إلى مدينة معضمية الشام، ينذر بحملة اعتقال واسعة قد تنطلق خلال الفترات القليلة القادمة، بهدف تجنيد أبناء المدينة من رجال وشباب ضمن صفوف الفيلق الخامس، تحت التهديد بالاعتقال أو الترغيب بالمال لاصطياد بعض ضعاف النفوس".
وأشار المصدر، إلى إن لجنة المصالحة في معضمية الشام تمارس دورا سلبيا للغاية، وكل ما يريده الأسد وقواته في المدينة يتم تنفيذه، خاصة مع بدء تطويع بعض المحسوبين على الأسد ضمن ميليشياته وتسليحهم داخل المدينة.
وحول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، قال "الشامي": "النظام يسمح بدخول المواد الغذائية ولكن شرط أن يتم إدخالها عبر رجالات المصالحة أو المقربين من نظام الأسد، وكل من يفكر بفتح محل تجاري فسياسة الأسد تجبره على التعامل مع رجال النظام، أما نسبة البطالة تتجاوز 95% في المدينة".
أما في مدينة التل بريف دمشق، الحال ليس بالأفضل، فحواجز النظام تتعامل مع شخصيات مقربة منها، والإتاوة يجب أن تدفع للنظام قبل إدخال المواد الغذائية، والخدمات معدومة، بحسب ما أكدته تنسيقية المدينة.
وفي قدسيا والهامة، يقول الناشط الإعلامي "أحمد القادري"، "الحال في مدينتي قدسيا والهامة لم يتغير بالمطلق عما كانت عليه قبيل عملية التهجير، بل بعد التهجير بدأت مخابرات الأسد عبر عملاء لها بالبحث عن البيوت الفارغة وتوثيق أعداد وأماكن وجودها، بهدف الاستيلاء عليها وتوطين عناصر ميليشياته بداخلها، حتى لا تعود المدينة للحالة الثورية مجدداً.
تضاعف الاعتقال
وأكدت كافة المصادر السالفة الذكر، أن الاعتقالات بحق أبناء المدن التي هجرها الأسد لم تتوقف بل تضاعفت، وغالبيتها تصيب الشباب والرجال، بعد توجيه تهم مختلفة لهم، وغالبية حوادث الاعتقال تهدف للتجنيد ضمن قوات الفيلق الخامس، على وجه التحديد.
فيما تجاوزت الاعتقالات التي تنفذها قوات النظام السوري الرجال والشبان، لتطال النساء، حيث اعتقلت قوات النظام السوري قرابة 15 من نساء داريا خلال الشهر الحالي، بعد خروجهن من مركز الإيواء بريف دمشق.