بلدي نيوز – إدلب (محمد وليد جبس)
تعزز روسيا وجودها العسكري في مدينة حلب، منذ استعادة النظام السيطرة عليها بشكل كامل، حيث تؤكد مصادر ميدانية أن ثلاث مروحيات روسية تنقل بشكل شبه يومي الجنود الروس من قاعدة حميميم في اللاذقية إلى حلب، على الرغم من إعلان موسكو بدء خفض وجودها العسكري في سوريا مؤخرا، إلا أنها في الحقيقة استقدمت طائرات قاذفة جديدة إلى حميميم من نوع سوخوي 25.
من جانبها، إيران لم تتوقف منذ السيطرة على حلب، عن إرسال تعزيزات عسكرية مكونة من عناصر الميليشيات التابعة لها، إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها في ريف حلب الجنوبي.
حول هذا التطور، أكد (قصي الزرقة)، وهو القائد العسكري في لواء هنانو التابع لفيلق الشام، أن النظام وإيران سينتهزان فرصة تفرق الفصائل، والمشاكل الداخلية، وقصف التحالف الدولي لجبهة فتح الشام، لتحقيق مكاسب عسكرية بدعم من حلفاءه، فالنظام مصمم على استرجاع كافة المناطق التي خسرها من قبل وباتت تحت سيطرة الثوار، مشددا على أن "النظام والمليشيات الإيرانية يريدون فتح معركة جديدة، بهدف فك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة قرب مدينة إدلب، وسيكرر سيناريو سجن حلب المركزي".
وأضاف (الزرقة) في حديث لبلدي نيوز: "نحن مستعدون لصد أي هجوم يشنه النظام وإيران ولدينا القدرة، ولكن نحتاج إلى بعض التجهيزات وتكاتف الفصائل، ليكون أكبر درع لصد الهجوم، وشن هجمات مباغتة تقسم ظهر قوات الأسد والمليشيات الإيرانية، التي تحشد بشكل يومي في عدة مناطق بريف حلب الجنوبي".
وأضاف: "ربما يكون هدف النظام الجديد هو التقدم إلى ريفي حلب الغربي وإدلب الشرقي، خاصة مع تلميح القناة المركزية لقاعدة حميميم لهذا الأمر".
بدوره، يرى (نضال النسر)، وهو قائد لواء صلاح الدين التابع لصقور الشام، أن تفكير النظام والميليشيات الإيرانية بالتقدم نحو ريفي حلب الغربي والجنوبي وريف إدلب الشرقي بمثابة إعلان انتحار.
وأضاف (النسر) في حديث لبلدي نيوز، "إن إدلب تختلف عن باقي المناطق، فثوارها أذاقوا النظام والإيرانيين الويلات على مدار عامين".
ونوه القيادي، إلى أن فصائل الثوار شكلت غرف عمليات مشتركة وبتنسيق عالي المستوى، ليكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي هجوم للنظام والإيرانيين باتجاه المناطق المحررة في حلب وإدلب.
كفريا والفوعة.. خطيئة استراتيجية لا تغتفر
ويرى المحلل العسكري في موقع بلدي نيوز راني أن النظام وبدعم وتوجيهات إيرانية، استثمر القرى الشيعية الواقعة في حلب وإدلب بشكل ممتاز، فهو اعتبرها قواعد عسكرية وشحنها بعناصر الميليشيا والعتاد تحضيرا لهذا اليوم.
وأضاف المحلل العسكري "الجميع يدرك دور نبل والزهراء في مخطط حصار حلب الذي نفذه النظام، ولعل إبقاء كفريا والفوعة بيد النظام يعتبر أكبر خطيئة استراتيجية للثوار خلال معارك ريف إدلب، وخصوصاً أنها ربطت بمدن أخرى محاصرة، مثل مضايا والزبداني، والتي بمجرد دخول النظام إلى كفريا والفوعة، فسوف لن يقف في وجهه أي شيء للهجوم عليها وتهجير أهلها، ما يجعل خسارة الثوار مزدوجة".
وتابع جابر "السيناريو الأقرب للتنفيذ من قبل النظام هو الوصول إلى كفريا والفوعة، ثم إما قسم ادلب لشطرين والاستفراد جزء من الريف ثم المدينة، وقد يشمل الأمر عزل إدلب عن تركيا وحصارها لفترة كما حصل مع حلب، ثم الهجوم بدعم روسي إيراني بشكل مشابه لهجوم حلب".
وأشار جابر إلى أن النظام قد يترك قسما من الحدود مع تركيا بهدف الضغط على تركيا عبر نزوح المدنيين إليها، الأمر الذي يعتبر بمثابة استثمار من النظام للظرف لتفريغ المنطقة من السنة، واستجلاب عناصر الميليشيات الشيعية بدلهم، ضمن مسلسل التغيير الديموغرافي في سوريا، والذي يبدو أن إدلب في حال سقطت بيد النظام فستتعرض لحملة عنيفة منه، بسبب وضعها المميز من بداية الثورة.
كذلك الوصول لكفريا و الفوعة يعتبر مهما للنظام في حصار ريف حلب الغربي، الذي يعتبر الوصول إليهما مهما في قطع الطرق باتجاهه، كخطوة أولى لإضعاف إدلب والبدء بحصارها تدريجيا، فاهم ما في الامر بالنسبة للنظام هو عزل إدلب عن تركيا، ثم استخدام حجة فتح الشام لقصفها من قبل روسيا وربما أمريكا بينما تتقدم الميليشيات الإيرانية على الأرض.