بلدي نيوز – درعا (خاص)
هرب المدعو "فراس الشريف" من أبناء بلدة نصيب بريف درعا، إلى مكان مجهول، بعد سرقته عشرات الملايين العائدة لعدد من المدنيين، قاموا بإيداعها لديه مقابل إعطائهم أرباحاً خيالية، كما وصفها البعض.
"أبو محمد" أحد الأشخاص الذين أودعوا مبلغا ماليا مع المدعو فراس، قال لبلدي نيوز: "دفعنا الطمع بالأرباح الكبيرة التي يعطيها فراس للمودعين لديه، حيث يحصل المليون ليرة سورية على مئة ألف ليرة شهريا، مما دفعني لدفع مبلغ مليوني ليرة سورية له، بسبب عجزي عن فتح أي مشروع مستقل لي".
وتابع أبو محمد: "الخسارة التي تكبدتها كبيرة، ولم أكن أنا الوحيد، حيث لم أحصل سوى على 300 ألف ليرة سورية كأرباح المبلغ الذي أودعته، مما يعني أن خسارتي بلغت مليون و700 ألف ليرة سورية، إلا أن العديد من التجار وأصحاب رؤوس الأموال قد خسروا عشرات ملايين الدولارات".
وكانت أعلنت مصادر إعلامية عن ارتباط اللص الفار "فراس الشريف" بـ "جيش اليرموك"، وهو أحد أكبر الفصائل العسكرية في الجنوب السوري، مشيرة إلى أن المبالغ التي سرقت من المدنيين، يضاف إليها مرتبات عناصر الجيش وكتلته المالية، إلا أن مصادر عسكرية من "جيش اليرموك" أكدت لبلدي نيوز "عدم ارتباط المذكور بالجيش"، نافية أي صلة به، وأشارت إلى أنه شخص مدني يعمل في صرافة العملة والأعمال الحرة.
ولا تعد هذه الظاهرة من السرقات جديدة في درعا، حيث سبقتها حادثة أخرى في بلدة غصم بريف درعا الشرقي قبل أشهر، فاقت مئات الملايين، والتي كان أحد الشيوخ يقودها عبر تجارة الأدوية، حيث قام باستثمار أموال المدنيين، وحقق ثقة كبيرة بسبب استمرار عمله لسنوات، إلا أن ظروفاً مجهولة أدت لإفلاسه.
في حين أكدت مصادر أخرى أنه قد سرق الأموال بنية مبيتة لديه وبحماية من قوات النظام التي تربطه بهم علاقات قوية جدا.
ويبقى المتضرر الأكبر المدني، الذي وجد نفسه مضطرا إلى تشغيل أمواله لدى هؤلاء التجار، نظرا لسيطرتهم على السوق وعلاقتهم بأجهزة النظام التي لا تسمح بقيام حركة تجارية إلا عبرهم، وضعف القدرة المالية لدى العديد من الأسر على فتح مشاريع مستقلة كي تكون قادرة على إيجاد مصدر دخل ثابت لها.