أمريكا تقصف "فتح الشام" برسائل موجهة - It's Over 9000!

أمريكا تقصف "فتح الشام" برسائل موجهة

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

كثف التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة من استهدافه لمقار وقيادات "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، بعد الاتفاق التركي الروسي الذي أفضى إلى إعلان وقف إطلاق النار في سوريا في الثلاثين من كانون الأول الفائت، حيث قصفت طائرات تابعة للتحالف، اليوم الثلاثاء، مقراً رئيسياً لـ"فتح الشام" في بلدة سرمدا بريف إدلب، أدى لمقتل 25 عنصراً من الجبهة على الأقل، فيما تحدثت مصادر عن مقتل 44 شخصاً بينهم مدنيون وثلاثة أطفال.

وقبل ثلاثة أيام، قتلت طائرة بدون طيار تابعة للتحالف، تسعة عناصر بينهم ثلاثة قياديين من "فتح الشام" بعد استهداف سيارتين على طريق إدلب- باب الهوى. 

ويأتي توقيت هذه العمليات، ونتائجها، ليطرح أسئلة كثيرة حول عودة الولايات المتحدة إلى الساحة السورية، وأهدافها.

صحف أمريكية وغربية كثيرة، قالت الأسبوع الفائت، إن الملف السوري خرج من يد واشنطن، وتفردت موسكو وأنقرة بالحل والمكاسب، إلى جانب إيران، حتى إن الصحف التي تحدثت عن تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، جعلت ذلك حكرا على الدول الثلاث دون الولايات المتحدة، التي كانت سياسة إدارتها المترددة طوال ست سنوات من عمر الثورة سبباً في إبعادها عن الملف وإعلان كل الأطراف اليأس من تدخل حاسم يفرض حلولا أمريكية على نظام الأسد وحلفائه.

ويأتي التدخل الأمريكي الفاعل والمركز ضد "جبهة فتح الشام"، في هذا التوقيت بالذات، ليعيد بعثرة الأوراق، ويربك اتفاق أنقرة - موسكو، ويثير ردود فعل تؤزم الوضع على الأرض وتعيده إلى دائرة المواجهات العسكرية الساخنة، وفق محللين.

فواشنطن يمكن أن تراهن على هذه الهجمات المركزة، في إحراج موسكو سياسياً لجهة أن واشنطن هي من تكافح "المنظمات الإرهابية" بينما تقتل روسيا المدنيين في سوريا، كما أنها تتوقع ردة فعل من "فتح الشام" يتمثل بعمل عسكري يعيد خلط الأوراق والجبهات في الداخل، ما يساهم في إفشال السعي الروسي للتفرد بحل المعضلة، ويعيد القضية إلى مربع التفاهمات الروسية الأمريكية، حيث لا يروق لواشنطن الدور التركي في المسألة وهي التي أحجمت وتحالفها عن دعم الجهود العسكرية التركية في عملية "درع الفرات"، كما أنها أمدت المنظمات الكردية المناوئة لأنقرة بالسلاح والعتاد والمدربين.

ويؤكد مراقبون، أن توقيت العمليات ونتائجها، سيؤزم الموقف في إدلب، المركز الأهم المتبقي لكبريات الفصائل المعارضة، وسيعقد تفاهمات الاندماج المزمعة بينها، كما أنه –وهو الأهم- سيحرج الفصائل التي تبنت التفاهم التركي – الروسي لوقف إطلاق النار، وربما يجعل بعضها يعيد حساباته، خاصة وأن الفصائل الموقعة أعلنت أن "فتح الشام" مشمولة بالهدنة، وأن الموقعين بذلوا جهودا مضنية من أجل ذلك، وهو ما نفته روسيا لما قدمت لمجلس الأمن مشروع قرار لدعم الاتفاق، يستثني "فتح الشام".

مقالات ذات صلة

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

مصادر تكشف طريقة تنقل ميليشيات شرق سوريا

نظام الأسد يطلق النار على مدنيين حاولوا كسر حصار مخيم الركبان

تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان جنوب شرق سوريا

لماذا أعادت "قسد" تشكيل مجلس دير الزور العسكري

إيران تواصل تحركاتها وتبديل مواقعها بعد استهدافها من "التحالف"