بلدي نيوز – إسطنبول (خاص)
قال مصدر في المعارضة السورية إن تركيا والمعارضة السورية تعلمان أن الطريق إلى "أستانة" ليس هو الحل، ولكنهما يحاولان ضمان عدم كسب قوات النظام والميليشيات الإيرانية للمزيد من الأراضي، خاصة بعد نشوة الانتصار في حلب، وينتظران استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لمقاليد الحكم، الذي بدأ تكوين نظرة عن الحل في سوريا.
وأضاف أن أنقرة والمعارضة السورية ستأخذان المبادرة في محاربة تنظيم "الدولة"، انطلاقا من عملية "درع الفرات" لإقناع إدارة ترامب بأنهما الشريكان الحقيقيان في مكافحة الإرهاب.
وكانت المعارضة السورية قد أعلنت عن نيتها إطلاق استراتيجية جديدة للثورة السورية، ولفت المصدر إلى أن هذه الاستراتيجية تقوم على أساس مكافحة التنظيمات الإرهابية عبر تشكيل جيش وطني من الفصائل المعتدلة لكسب الأراضي التي تسيطر عليها التنظيمات المصنفة إرهابية، ومن ثم الدخول في العملية السياسية بكفة توازي كفة النظام أو تتفوق عليها.
إزاحة تركيا
تسبب اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية ببحر الصين الذي سيصبح أهم معابر التجارة العالمية، بأزمة كبيرة في الشرق الأوسط، حيث تركت الساحة فارغة لروسيا لتعبئتها، وهذا ما شكل ضغطا على حلفاء واشنطن في المنطقة، وانشراحا لحلفاء موسكو.
وبدا هذا التحول في عام ٢٠١٣، حيث كان نظام الأسد آيل للسقوط، وتحاصره قوات المعارضة في دمشق من كل جانب، ووقف دون ذلك الدعم الإيراني له بالمال والسلاح والرجال، ومن ثم التدخل العسكري الروسي في ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥.
تزامن ذلك مع عجز أمريكا والاتحاد الأوروبي عن دعم المعارضة السورية إضافة إلى توجه إدارة أوباما إلى دعم ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي الـ"PYD"، والتي تعتبرها تركيا ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، وزاد الطين بلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي عصفت بأنقرة، وتعليق أوروبا ملف التفاوض معها لضمها إلى الاتحاد.
أجبرت هذه المواقف تركيا على البحث عن مصالحها في الشرق وتحديدا لدى موسكو وطهران الداعمين الأساسيين للنظام، وجاء هذا مع خسارة المعارضة المسلحة لمدينة حلب كبرى المدن الصناعية في سوريا.
ولمنع أي خسارة أخرى للمعارضة في ظل الحديث عن محاولات لاسترجاع مدينة إدلب، سارعت أنقرة إلى عقد اتفاق مع داعمي النظام للتمهيد للإعلان عن وقف كامل لإطلاق النار، من خلال "إعلان موسكو" الذي يؤكد على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وذلك لمنع أي محاولة من حزب الاتحاد الديمقراطي لتشكيل كيان مستقل في الشمال السوري المحاذي للحدود التركية.
وسرب عدد من الناشطين معلومات عن الاجتماعات الجارية في أنقرة بين ضباط من الجيش الروسي وقادة الفصائل السورية، وأفادت المعلومات بالقرب من التوصل لتثبيت نقاط ارتكاز كل طرف ومنع أي تقدم لأحد الأطراف على الآخر، مع محاولة لإيجاد آلية لمراقبة الانتهاكات.