النظام يقضي على "الرماديين".. الفيلق الخامس نهاية الحياد الكاذب - It's Over 9000!

النظام يقضي على "الرماديين".. الفيلق الخامس نهاية الحياد الكاذب

بلدي نيوز – (خالد وليد)
أن تكون في الخمسين من العمر وقد غطى الشيب نصف رأسك، ولكنك ما تزال تهرب من دوريات الشرطة العسكرية، وتشعر بالرعب كلما سمعت كلمة "احتياط"، أو مررت بحاجز لميليشيات النظام، هو أمر لن يدركه إلا الرماديون الذين ما زالوا يسكنون مناطق الأسد.
فبعد أن استخدمهم الأسد ليقول أن الأشخاص الثائرين عددهم قليل جداً ولا يمثلون كامل الشعب، وأن هنالك الكثير من الصامتين والأشخاص الذين يعتبرون "طرفاً ثالثاً"، وأن الثورة خرجت من البؤر الارهابية، وأن المدنيين في مناطقه لا يوجد لديهم ثورة، يبدو أن الأسد بدأ باستخدام "خزينه الاستراتيجي" من المجندين، الذين أغراهم ببضع ساعات من الكهرباء يوميا، وربطة من الخبز المخلوط بالذل، وطوابير التفتيش والإهانة على الحواجز، والكثير من أصناف الامتهان التي لا تخطر على عقل بشر سوي، ليبدأ بحصادهم تدريجيا ويرسلهم إلى الجبهات.
النظام وفي تعميماته الأخيرة بدأ بتجنيد الذكور في مناطقه بداية بعمر 18 وصولاً لعمر الـ 50 عاما، ولا يستغرب أن يرفعها النظام لتصل لعمر 55 لاحقاً أو يشمل المعفيين والنساء ضمن ما يسمى (النفير العام)، خصوصاً أنه يعاني من استنزاف كبير لقواته والتي كان يخسر منها العشرات من الجنود بل المئات خلال بعض المعارك يومياً.
يضاف لذلك، أنه وصل لحدود استهلاك العنصِر البشري في الطائفة العلوية، والتي لا يستطيع القتال بها أكثر، ولا يستطيع الضغط على باقي الأقليات للحصول على مجندين منهم، ويبدو أن الروس لا يرغبون بجلب المزيد من الميليشيات الشيعية خلال مساعيهم للحد من دور إيران في سوريا، وربما حتى تجهيز قوات موالية للنظام تحضيراً للصدام مع الايرانيين لاحقا باستخدام النظام.
ما يعني أن النظام لم يجد سوى السنة "الحياديين"، الذين بقوا في مناطقه، ورفضوا الثورة عليه، ما يعني أنهم يدفعون الفاتورة مرتين، مرة بسبب رفضهم الثورة وولائهم للنظام على الرغم من أنهم لا يصلون في الولاء والمكاسب لمرحلة الشبيحة، ومرة عند تحولهم إلى مجندين قسرا في حرب اتهموا الثوار بكامل ذنبها، دون أن يذكروا أي شيء عن جرائم النظام، متذرعين أن ما يفعله النظام سببه أفعال الثوار.
فالرمادي الذي يرقص اليوم على إيقاع أغاني "تحرير حلب" من "الارهابيين"، سيجد نفسه لاحقاً يرقص خلال المعارك على نغمات أغاني مدفع جهنم التي ستتساقط حوله، والذي قد يختم رقصته بعربة مفخخة يقودها انغماسي فقد كل عائلته خلال "تحرير حلب" على يد النظام.
يبدو أن الأسد وصل لمراحله الأخيرة في كشف أوراقه، فكلمات مثل (ما دخلنا)، (الله يطفيها بنورو)، (ماني مع حدا)، (الله ينصر الحق)، لم تعد نافعة، ولم تعد تصلح كورقة لعبور الحواجز التي نشرها النظام في كل مكان، بل يجب أن يكونوا مع النظام الذي لم يعد يرضى بالرماديين ولا حتى بأنصاف المؤيدين.

مقالات ذات صلة

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

إدانة من "الجامعة العربية" للتحركات الإسرائيلية على الحدود السورية

استهداف "باص مبيت" لقوات النظام بريف حمص

انسحاب ميليشيا الحزب اللبناني من احد مواقعها في ريف دمشق

بيدرسون يؤكد على ضرورة التهدئة الإقليمية مخافة امتداد التصعيد إلى سوريا

السعودية تتبرع بنحو 4 ملايين دولار للصحة العالمية لدعم القطاع الصحي شمال غرب سوريا