أوكرانيا بيزنس – (ترجمة بلدي نيوز)
يقول المحلل والصحفي بول غوبل "رجل غاضب واحد بمسدس كان كفيلاً لأن يردي أحد أكثر الدبلوماسيين الروس أهمية قتيلاً، وذلك لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد جعل من روسيا والروس "العدو الحقيقي أو الأكبر على وجه التحديد بالنسبة للعالم الإسلامي "السني" وهم الأكثرية ولذلك فسوف يدفع ثمناً باهظاً لذلك".
ويتحدث الصحفي الأوكراني فيتالي بورتينكوف عن ذلك، بقوله "إن اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف في تركيا، ما هو إلا أول ضحايا كراهية روسيا والروس بين مليار مسلم سني في العالم والذي أثار حفيظتهم بوتين بسبب دعمه لوحشية بشار الأسد ولتدخل روسيا في تدمير حلب".
ويضيف "بغض النظر عما يعتقد الرئيس الروسي أو غيره بأنه قد حققه في سوريا من إنجازات إلا أنه جعل من روسيا العدو الحقيقي للأغلبية السنية في العالم الإسلامي وسوف يندم على ذلك".
وأردف بورتينكوف "وحين أقول هذا فانا أعني ما يسمى بـ"الرسكي" وليس "الروس" لأن غضب المسلمين من المرجح أن يكون موجه للمجموعة الأولى وليس الثانية والتي تضم مسلمين، ولكن المأساة هي أن الكثير من المسلمين سينظرون للأوكرانيين والبيلاروس كما لو أنهم جزء من المشكلة نفسها، وبهذه الطريقة فإن فلاديمير بوتين، رئيس دولة أجنبي وعدو شعبنا الأوكراني قد جعل منا رهينة لهذه الكراهية" ونتيجة لذلك، "سوف نموت جميعاً بسبب ما فعله بحلب"، وخصوصاً أن الموت لن يستهدفنا بالرصاص ولكن عن طريق القنابل التي لا تميز بعناية على أسس عرقية أو مدنية".
وأضاف الصحفي "وهذه التهديدات ستلاحق الروس في كل مكان في بلدهم وفي الخارج، ولن يكون هناك من قوات خاصة للدفاع عن الروس من هذا الموت لأن بوتين مشغول في الدفاع عن النظام السوري بدلاً من الدفاع عن شعبه".
وتابع "إن بوتين ومساعديه لن يقروا بذلك بل سيصورون ما فعلوه بحلب على أنه تحرير من الإرهابيين وانتصار لروسيا أمام الغرب واحتمالية لرفع العقوبات وسوف ينظر مرة أخرى إلى أوكرانيا كدولة تعيش قريباً داخل حدود "قوة واحدة كبيرة".
وأردف "ولكن بوتين مخطئ تماماً، فما سيشهده بعد حلب هو فقط "الكراهية والدم والفقر" على الرغم من أن ذلك ليس نتيجة فقط لحلب وحدها، ولكن تدمير تلك المدينة سيبقى رمزاً للسقوط الأخلاقي والسياسي للاتحاد الروسي".
وأضاف الكاتب "من المؤكد أن "سلوك الغرب" والذي امتنع عن إيقاف القتل الجماعي والمجازر في حلب ليس بأفضل، ولكن الغرب على الرغم من جبنه يملك المال والثروة فيما روسيا مع كل حسمها وقوتها تفتقر لذلك!".
ونتيجة لذلك، حتى لو قام ترامب والأوروبيون برفع العقوبات عن روسيا، فإنهم لا يمكنهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فلا يمكن إعادة أسعار النفط إلى الارتفاع لبقاء نظام هامشي، ولا يمكن عودة الكفاءة المهنية لمكاتب الوزراء الروسية المتدهورة أو غيرها".
الأهم في هذا، أن الغرب "لا يستطيع أن يدافع عن الروس من الإرهاب، فروسيا قد تكون محاطة بالمهنئين والبلهاء من جميع الجوانب، ولكن نظامها لن يقوى على البقاء على قيد الحياة ، فهي كمريض السرطان الذي لن ينفعه مطلقاً لو أحاط به من كل جانب أقاربه أو الأطباء".
والسبب هو نفسه دائماً، فالورم في الداخل، وبوتين من خلال أفعاله في سوريا جعل المؤكد أن هذا السرطان سيحيط بروسيا بطرق مروعة ومميتة حقاً.