حقوقي نجا من مذبحة حلب: كل ما قرأته في القانون الإنساني الدولي "زائف" - It's Over 9000!

حقوقي نجا من مذبحة حلب: كل ما قرأته في القانون الإنساني الدولي "زائف"

بلدي نيوز – حلب (تركي مصطفى)
أوقفت روسيا وحلفائها عمليات المجازر والمذابح اليومية في مدينة حلب إثر اتفاقها مع تركيا, بعد أشهر من الحصار والموت اليومي على مرأى العالم المشارك ضمنا في عملية الإبادة المنظمة لشعب عريق يعيش في أقدم مدينة مأهولة في التاريخ.
ولمعرفة ما حدث في حلب, ودور روسيا وحلفائها في تدمير المدينة المنكوبة, التقت بلدي نيوز رئيس المكتب التنفيذي لهيئة المحامين الأحرار في حلب، المحامي والناشط الحقوقي أحمد الحريري، بصفته الثورية وكشاهد على ما حدث في حلب.
* ما الذي حدث في حلب, وكان وراء هذا الانهيار في المدينة التي صمدت طويلا؟
**ما حصل في حلب يعود إلى ثلاثة أسباب, هي: حصار المدينة الخانق, واستهدافها بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والمحرمة دوليا جوا وأرضا, والتواطؤ الدولي, وتناحر فصائل الثورة المسلحة داخل المدينة.
وسأتوقف في حديثي عند الجرائم المروعة التي ارتكبت بفعل الطيران الروسي وذاك التابع للأسد, والميليشيات الايرانية, وأذرعها كحزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وعناصر لواء القدس الفلسطيني وعصابات الشبيحة؛ فمنذ انتهاء الهدنة في 19 أيلول سبتمبر الماضي, شنت الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للأسد حملة قصف غير مسبوقة على المناطق المحررة, كان أعنفها في منتصف شهر تشرين الثاني, ودام القصف شهرا كاملا وهو أصعب مرحلة شهدتها مدينة حلب منذ بدء القصف الجوي، كانت أشلاء المدنيين بمختلف أعمارهم تملأ الشوارع متزامنة مع حالة رعب بين الأهالي من كثافة القصف المتوحش.
* ما الأسلحة المستخدمة ضد المدنيين؟
**كان استهداف المدنيين بالقصف من خلال الطيران الحربي الروسي, وذاك الطيران التابع للأسد, بالإضافة إلى صواريخ أرض أرض التي أطلقتها الميليشيات الشيعية المتمركزة على أطراف المدينة, فالطيران الروسي استهدف كل المراكز الخدمية بشكل دقيق ومتعمد, وترك للطيران التابع للأسد مهمة القصف العشوائي ضد أحياء المدينة المكتظة بالسكان, بينما كانت الرمايات الأرضية تستهدف مكان ما تلقيه الطائرات. وتلك الأسلحة بمجملها محرمة دوليا, فهناك قنابل رأيناها للمرة الأولى في مدينة حلب, تخترق التحصينات الإسمنتية, تلقيها الطائرات الروسية ومهمتها هدم المباني ذات الطوابق بالكامل على رؤوس ساكنيها, لذلك هدمت أحياء كاملة بفعل هذه القنابل التي خلفت مجازر كبيرة بحق المدنيين, وكذلك استخدم الطيران الروسي القنابل العنقودية والفوسفورية الحارقة والقنابل الانشطارية, وتوزعت هذه القنابل على مختلف أحياء المدينة.
* كيف يمكن لكم تحديد هذه الأسلحة المستخدمة؟
**هذه القنابل بعد مشاهدتنا لمكان سقوطها, فهي تخترق التحصينات الاسمنتية, وعند اصطدامها بالأرض تحدث ارتجاجا على شكل زلزلة كنا نشعر بها, ولدينا صور توثق القنابل والصواريخ والبراميل التي لم تنفجر, وما تحدثه من انهيار مباني طابقية بأكملها. وأحصيت في يوم واحد على سقوط 70 برميلا متفجرا على حي طريق الباب ومحيطه, وكان أحد البراميل في داخله أشكال حديدية مختلفة الأحجام وفي وسطه كيس مربوط بإحكام يحتوي على مادة لزجة بزنة 1كغ, علمنا فيما بعد أنها مادة كيماوية من نوع غاز السارين. عدا عن مئات براميل الكلور التي تحمل اسم شركة أردنية, وتبقى الصواريخ الارتجاجية هي الأكثر تدميرا.
* ما الأماكن التي استهدفها القصف بكل أنواعه؟
**تركز القصف بشكل دقيق على المشافي والمساجد والأفران وكل المرافق الخدمية البسيطة وخاصة مراكز الدفاع المدني السوري, فقد دمرت خلال ثلاثة أشهر أكثر من ثلاثين مشفى ونقطة طبية, في إحدى المرات كنت وصديقي المحامي عثمان خضر في طريقنا ليلا إلى إحدى المشافي القريبة, وقبل وصولنا بمئة متر سمعنا صوتا صاعقا تلاه انفجارا هائلا, وعند انتهاء الغارة وصلنا للمشفى وهو مشفى الزهراء للتوليد, ولم نجد سوى أنقاضا, ولم نتمكن من إسعاف المصابين الذين فارقوا الحياة عدا عن الذين دفنوا تحت الأنقاض مما أدى إلى توقف العمل في كافة المشافي المعروفة. وطال الدمار المدارس إذ تعمد الطيران ارتكاب مجازر بحق الطلاب والأساتذة كما حصل في مدرسة عين جالوت بحي السكري التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين تلميذا, ناهيك عن المخابز, ومراكز الدفاع المدني.
واستخدم الروس القصف العشوائي ضد الأحياء المدنية التي راح ضحيتها عشرات الشهداء منذ بداية شهر تشرين الثاني نتيجة استخدام الأسلحة الحارقة والقنابل الفوسفورية وتلك الارتجاجية.
* ما هي أبرز المجازر الجماعية التي ارتكبت في حلب؟

**يعيش في مدينة حلب المحاصرة ما يقارب 300 ألف نسمة, وأصبحت نسبة لمساحتها منطقة مكتظة بالسكان وكل غارة جوية أو وسائط نارية من الأرض تخلف وراءها مجزرة مروعة, ولما أعلنت روسيا ونظام الأسد عن ممرات محددة لعبور المدنيين, تدافع الأطفال والشيوخ والنساء إلى تلك الممرات استهدفها نظام الأسد بالصواريخ وأسلحة المدفعية والطيران ما أسفر عن وقوع مجزرة مرعبة في معبر حي جب القبة- باب الحديد لمدة ثلاثة أيام على التوالي, وبعد انحسار مناطق الثوار واقتصارها على بضعة أحياء في حيز جغرافي ضيق, أصبحت القنابل والصواريخ والرمايات الأرضية والجوية تخلف مجازر, كما حصل في مجزرة بستان القصر والكلاسة والمعادي والمرجة.
* كمحامي كيف تنظر إلى المجازر التي حدثت في حلب على مرأى المجتمع الدولي؟
**كنا على يقين أن المجتمع الدولي اتفق على وأد ثورات الربيع العربي, ومنها ثورتنا, وكلفوا روسيا بالقضاء على ثورتنا, لذلك عندما رأيت سلاح الجو الروسي وهو يستهدف تجمعاتنا في المدينة وهي ملزمة بموجب القانون الدولي بحظر استخدام هذه الأسلحة أيقنت أن هناك تفاهما دوليا لإبادتنا, وكل ما قرأته في القانون الانساني الدولي مجرد نظريات زائفة أمام هول المجازر التي لم تحرك الضمير الدولي, والجريمة الأكبر, التواطؤ الدولي بتهجيرنا جماعيا من مدينتنا التي ولدنا فيها وبنيناها على مر العصور لتكون من أشهر المدن العالمية بتراثها ومفكريها وعراقة أهلها.

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

//