بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
في الوقت الذي انتهجت فيه قوى الاحتلال والعدوان، سياسة التدمير الوحشي في واحدة من درر مدن الشرق، لتحيلها خراباً وتقضي على حضارتها وكل مقومات الحياة فيها، وفق خطط مدروسة لتدمير المناطق المحررة، وقتل كل حياة فيها قد تخدم المدنيين من مدارس أو مشافٍ أو مرافق خدمية ومؤسسات مدنية، للوصول بالمجتمع السوري إلى حافة الهاوية ونشر التخلف والضياع.
قابل ثائر سوري هذه الهمجية برسالة إنسانية تضع العالم "المتحضر" مجدداً على المحك، إذ تبرز الأخلاق السامية والبُعد الإنساني الأصيل للثورة السورية العظيمة.
فقد وجه الدكتور "سالم أبو النصر" رسالة للعالم أجمع خطها بحروف بسيطة أمام أحد المرافق الخدمية في مدينة حلب المحاصرة، يدعو فيها الميليشيات الزاحفة باتجاه الأحياء المحاصرة لعدم تخريب المرفق، لأنه سيفيد أطفالهم بعد احتلالهم للمنطقة.
الرسالة على قلة كلماتها وبساطتها، وجهت رسالة للعالم أجمع تؤكد سعي الشعب السوري لبناء مجتمع إنساني راق، ينشر العلم والمعرفة، ويهتم بالأجيال، ليربي الجيل القادم وفق معايير الإنسانية السامية، لا جيلاً يخرب ويدمر ويقتل ويحرق ويسلب، فالدكتور أبو النصر سيغادر هذا المرفق الذي بنى فيه الحياة، وعلم الأجيال معنى الثورة والحرية والكرامة التي ينشدها الشعب السوري، لتبقى رسالته خالدة يسطرها التاريخ بحروف الحرية.
بالمقابل عملت قوات الأسد وحلفاؤها على الاستهداف الممنهج للبنى السكنية والمرافق الخدمية، فساهمت بتدمير أكثر من 80 بالمئة من المشافي والمدارس والأفران والمؤسسات الخدمية في عموم المناطق المحررة، كان أشدها في مدينة حلب التي شهدت على مدار أكثر من عام أكبر حملة في التاريخ من القصف الجوي والمدفعي، استهدفت كل حياة في الأحياء الشرقية، وساهمت في تدميرها حتى وصلت بها لأن عجزت القوى الطبية عن إسعاف جريح جراء القصف.
يضاف لعمليات القصف اليومي والتدمير الممنهج عمليات "التعفيش" والسرقة لمقدرات الشعب السوري من متاحف وثروات باطنية أو مقدرات متنوعة، حتى منازل المدنيين والأملاك العامة لم تسلم من السرقة والنهب.