بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر)
عانت قرى وبلدات منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، كمثيلاتها من مناطق التماس مع القرى والبلدات الموالية في سوريا، من سياسة عنصرية فاشية مارستها عناصر الدفاع الوطني أو ما يعرف بالشبيحة من أبناء القرى الموالية بحق السكان المدنيين من أبناء جارتها من القرى والبلدات السنية، حيث تتداخل الكثير من القرى والبلدات بسهل الغاب الموالية منها والمعارضة مما تسبب بنزوح سكان الأخيرة وتدمير قراهم ومزارعهم بعد مؤازرة قوات النظام لميليشياتها.
الناشط الميداني في سهل الغاب والذي ينحدر من إحدى تلك البلدات "إياد أبو الجود" تحدث لبلدي نيوز عن معاناة تلك القرى قائلاً: "إن سكان القرى والبلدات الممتدة من دوير الأكراد شمالا حتى الرملة جنوبا جميعهم مهجرون من قراهم بسبب دعم قوات النظام لميليشياتها من أبناء القرى الموالية المجاورة لبلداتنا، حيث كانت تلك الميليشيات تمارس القتل والسلب والنهب في بعض القرى والبلدات المعارضة وأخرى كان يوجد فيها ثوار على الرغم من قربها وموقعها الجغرافي المتداخل مع سيطرة قوات النظام ألا أن الثوار كانوا يمنعون الميليشيات من التسلل لإرهاب المدنيين المعارضين لنظام الأسد".
ويضيف أبو الجود "بعد تكرار محاولات ميليشيا النظام الدخول إلى قرى قبر فضة والكريم خصوصا بسبب وجود ثوار يحرسون الأهالي وممتلكاتهم، قامت تلك الميليشيات بطلب المساعدة من قوات النظام وطائراته الحربية في صيف 2015 ودخول تلك القرى والبلدات بعد معارك ضارية".
وعن الوضع العام اليوم لقرى وبلدات الخط الأوسط من سهل الغاب، تحدث "أبو الجود" أنه يتلخص بجملة واحدة، بأن "تلك المنطقة أصبحت كثيب رمل أو أثراً بعد عين بفعل ميليشيا النظام التي عملت أولا على نهب الممتلكات العائدة للسكان النازحين والذين خرجوا تحت طيران النظام وثانيا عملت تلك الميليشيات على سحب قضبان الحديد من المنازل وسرقت أكبال الكهرباء والهاتف حتى المساجد لم تحترم لها قدسية حيث تمت سرقة كل ما تحويه المساجد بتلك القرى والبلدات وصولا إلى قطع الأشجار وهدم المنازل بعد تجريدها من أثاثها وبنيتها الأساسية".
وأكد "أبو الجود" أن تلك الميليشيات عمدت إلى تأجير الحقول الزراعية الخاصة بالسكان المهجرين لأهالي القرى الموالية، حيث تمت زراعة الحقول بموسمين اثنين حتى اليوم، منوها إلى أن تلك المساحات تتراوح بين 2500-3000هكتار جميعها تتواجد على بمقربة من نهر العاصي.
وأسهب "أبو الجود" في وصف معاناة النزوح، حيث أضاف: "إننا اليوم نعاني بشدة من ويلات النزوح حيث أجارات المنازل وصلت إلى ما فوق الـ20 ألف ليرة سورية فضلا عن الكهرباء والمياه وسط تردي الخدمات الإغاثية للنازحين الذين يعانون فقراً مدقعاً بسبب هجرهم أراضيهم التي تشكل أساس الدخل بالنسبة لهم".
من جهة أخرى دعا "أبو الجود" الفصائل العسكرية إلى نقل المعركة لداخل معاقل قوات النظام في القرى والبلدات الموالية في سهل الغاب ليتمكن النازحون من الرجوع إلى قراهم وحراثة أراضيهم وزراعتها بعد ويلات نزوح وألم غربة طال أمده.
تجدر الإشارة إلى أن سهل الغاب يعد من المناطق المتداخلة بالتركيبة الدينية بشكل ملحوظ مما جعل من بلداته وقراه مقسمة بين بنية موالية وأخرى معارضة لنظام الأسد، القسم الأكبر منها محرر من قوات النظام إلا أنه وبحكم التداخل الإثني كان هناك التداخل العمراني مما أثر بشكل مباشر على القرى والبلدات المعارضة القابعة بين تلك الموالية حيث يقسم سهل الغاب إلى ثلاثة خطوط عمرانية، يتكون الخط الشرقي من القرى والبلدات المعارضة لنظام الأسد فيما الغربي منه تتمركز به الطائفة الموالية، إلى جانب الطائفة المرشدية المحسوبة على النظام أيضاً.
فيما تتداخل القرى والبلدات المعارضة بتلك الموالية بالخط العمراني الأوسط حيث تحكم قوات النظام قبضتها بتلك المنطقة مما أفسح لشبيحة القرى الموالية لممارسة ضغوط بالسلاح على سكان البلدات المعارضة، مما دفع سكان تلك البلدات إلى النزوح بعد مؤازرة قوات النظام لميليشياتها واحتلال القرى والبلدات التي تتكون من 13وحدة إدارية بين قرية وبلدة.