بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
رفضت نظام الأسد، مقترح المبعوث الدولي إلى سوريا ستفيان دي مستورا، الذي نصّ على تشكيل إدارة ذاتية في الأحياء المحاصرة في حلب، مقابل خروج من وصفهم بـ"المتشددين" من المدينة.
وعلى الرغم من مقترح دي مستورا الذي يصب في مصلحة نظام الأسد، ويتوافق مع الرؤية الروسية التي طالما طالبت بخروج المقاتلين المحسوبين على "جبهة فتح الشام" من حلب، مقابل وقف القصف عليها، إلا أن عرضه قوبل بالرفض، ما يدل على أن رأس النظام مدفوع بالدعم الروسي يرى كافة المعارضين لحكمة بعين واحدة، ويكذب حين يقسمها مع روسيا إلى متطرفين ومعتدلين يمكن التفاوض معهم.
وأعلن وزير خارجية النظام وليد المعلم، أمس الأحد، رفض مُقترح المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بتشكيل إدارة ذاتية في شرق حلب، حسب وكالة النظام الرسمية "سانا".
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي بعد محادثات عقدها مع دي ميستورا في دمشق: "فكرة الإدارة الذاتية التي طرحها دي ميستورا مرفوضة لدينا، لأنها نيل من سيادتنا الوطنية ومكافأة للإرهاب"، ما يدل على اعتبار نظام الأسد جميع فصائل المعارضة السورية في حلب إرهابية.
وزعم المعلم، أن ما وصفها بالمنظمات الإرهابية في الأحياء الشرقية ترفض السماح للمدنيين المحاصرين في حلب من الخروج منها، مشيراً إلى أنه "من واجب الدولة السورية إنقاذ المواطنين من أن يكونوا رهائن للإرهابيين في حلب".
وجدد المعلم التأكيد على أن رؤية روسيا ونظام الأسد، القاضية بانسحاب الفصائل المعارضة من حلب وتسليم المدينة، دون قيد أو شرط إلى قوات النظام، التي تقوم مع روسيا بشن حملة قصف جوي ومدفعي على الأحياء المحاصرة استهدف بشكل خاص المرافق الحيوية والطبية ومراكز الدفاع المدني، للقضاء على أي وسيلة للصمود والمقاومة فيها.
يشار إلى مديرية صحة حلب الحرة، أعلنت الجمعة الماضي، أن كل المشافي في المناطق المحررة خرجت عن الخدمة، نتيجة القصف الممنهج على مدار اليومين الماضيين من قبل قوات النظام والطيران الحربي الروسي.
وقالت مديرية الصحة في بيانها أن "هذا التدمير المتعمد للبنى التحتية الأساسية للحياة، جعل الشعب الصامد والمحاصر بكل أطفاله وشيوخه ورجاله ونسائه دون أي مرفق صحي يقدم له العلاج، وفرص إنقاذ أرواحهم، ويتركهم للموت الذي يسعى له النظام ولم ينفك لبحث عن وسيلة للقضاء على شعبنا الصامد".
يذكر أن قوات النظام والطيران الروسي صعدا من الغارات الجوية والقصف المدفعي على أحياء حلب المحاصرة، منذ يوم الثلاثاء، لترتكب مجازر مروعة بحق المدنيين، كما استخدمت قوات الأسد غاز الكلور أربع مرات في قصف المدنيين بحلب، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 200 مدني.