بلدي نيوز- درعا (حذيفة حلاوة)
يطل أول منخفض جوي هذا الشتاء على درعا، ببرودته المفاجئة ليزيد من معاناة الأسر السورية، التي تعيش ظروفاً معيشية وإنسانية سيئة في ظل ارتفاع أسعار مواد التدفئة، وصعوبة الحصول عليها إلا بواسطة المهربين.
تعيش أسرة (أبو عمر)، في أحد أحياء مدينة درعا المحررة، التي تتعرض لقصف شبه يومي مستمر من قبل قوات النظام بشتى أنواع الأسلحة، لتستقبل الشتاء بألم المعاناة المستمرة لدى الأسر السورية منذ اندلاع الثورة، وحتى اليوم.
يقول (أبو عمر) لبلدي نيوز: "نحن الأسر السورية في المناطق المحررة نعيش ظروفاً صعبة من عدة نواحي، فبالرغم من القصف شبه المستمر فنحن نواجه عدواً جديداً في الشتاء، هو البرد القارس، بسبب صعوبة حصولنا على مواد التدفئة، بسبب غلائها الشديد وبسبب تعرض معظم بيوتنا للقصف، ما جعلها مفتوحة للهواء العاصف ليلاً نهاراً دون قدرتنا على إصلاحها".
معاناة (أبو عمر) وأطفاله الخمسة الصغار وزوجته، لا تختلف كثيراً عن حالة السوريين في باقي المناطق، ولكنها تزداد سوءاً مع ما يحمله الشتاء من برده القارص، وتحكم العديد من التجار بأسعار المحروقات والحطب، الذي يعتبر من أهم مواد التدفئة، مستغلين حاجة الأهالي لها وخاصة أصحاب العائلات.
بدوره، قال (محمد عبد المجيد المسالمة)، رئيس المجلس المحلي لمدينة درعا: "إن العائلات الموجودة في مدينة درعا تعتبر من أكثر العائلات المنكوبة في عموم محافظة درعا؛ بسبب ما تعانيه من قصف وصعوبة بالحصول على المواد الغذائية والمحروقات المخصصة للتدفئة".
ويوضح (المسالمة) لبلدي نيوز بأن أهم الأسباب التي تزيد من المعاناة، هي عدم وجود فرص العمل في المدينة، بسبب خصوصية وضعها من حيث القصف المستمر، وتحكم بعض التجار برفع الأسعار دون وجود جهة لديها القدرة على ضبطها.
مضيفاً أن مجلس محافظة درعا يسعى بشكل مستمر لتوفير متطلبات الأهالي في مدينة درعا، والتي تحتوي ما يقارب الخمسة آلاف عائلة موزعة على مختلف أحياء مدينة درعا المحررة، من خلال التواصل المستمر مع المنظمات الإغاثية والجهات الداعمة لتوفير متطلبات تلك العائلات".
يذكر أن المازوت المهرب القادم من مناطق النظام، يعتبر أحد أهم مواد التدفئة المحلية في درعا، حيث يصل سعر الليتر الواحد المخصصة للتدفئة إلى ما يقارب الثلاث مئة ليرة سورية، بالإضافة إلى الحطب المقطع الذي يصل سعر الطن الواحد ما بين الخمسين إلى ثمانين ألف ليرة سوريا في بعض مناطق درعا.