بلدي نيوز – (عمر الحسن)
كتب الدكتور رياض نعسان آغا، عضو الهيئة للعليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية، على حسابه في فيسبوك عشرة مناشير يوضح فيها الأهداف الدولية في سوريا.
وقال نعسان آغا، "المراقبون السياسيون يجتهدون في فهم الدوافع الخفية لاستمرار الصراع الدولي في سورية، وتصاعده إلى حالة من التوحش، وقد بدأ الحديث قبل التصعيد عن مؤامرة كونية تريد إسقاط النظام السوري بوصفه رأس الحربة في حلف الممانعة والمقاومة ضد إسرائيل والصهيونية العالمية، وسرعان ما بدا هذا الحديث ساذجاً ومضحكاً حين تزعمت روسيا حلف المقاومة بتنسيق علني بين بوتين و نتنياهو، وحين تحول الشيطان الأكبر إلى صديق حميم لإيران" .
وأضاف متحدثاً عن العدوان الروسي على سوريا قائلاً: "لم يكن مقنعاً أن بوتين تدخل عسكرياً بكل هذه الوحشية ضد الشعب السوري لمجرد الحفاظ على نظام الأسد، لكنه استغل الظرف الدولي المضطرب بعد عواصف الشرق الأوسط المدمرة ليضع أقدام روسيا في موقع استراتيجي على المتوسط".
ولفت إلى أن "بوتين أول رئيس روسي يزور إسرائيل، وقد زارها عام 2005 ووقف أمام حائط المبكى، كما أن زيارته الشهيرة لإسرائيل عام 2012 أسست للدور الروسي في سورية، وكان أهم إنجاز قدمه بوتين لإسرائيل هو تسليم الأسلحة الكيماوية السورية التي كان يعتبرها هو ( مقابلاً للسلاح النووي الإسرائيلي)".
وعن الدور "الإسرائيلي قال نعسان الأغا " قد يبدو أنني أبالغ في تصور دور كبير لإسرائيل في مسارات الصراع حول سورية لأنها تنأى بنفسها عن التدخل المباشر ظاهرياً، لكن تأمل التراجع المثير عن مواقف نارية أعلنها ( أوباما وهولاند وكاميرون ) بعد أن أعلنوا عام 2013 عن توجيه ضربات للنظام السوري، يدل على وجود ( لوبي ضخم) منعهم وأجبرهم على القبول بتسليم السلاح المحرم وترك من ارتكب الجريمة به طليقاً".
أما عن الصمت الأمريكي فيقول "بعض المحللين يرون أن الولايات المتحدة وافقت أو صمتت عن التدخل الروسي العسكري المباشر منذ سبتمبر الماضي 2015، لأنها تريد لموسكو أن تغرق في مستنقع الدم في سورية، كما غرق الاتحاد السوفياتي في مستنقع أفغانستان" ، ويتابع "ثمة من قالوا إن الولايات المتحدة لم تعد معنية بالشرق الأوسط وإن اهتمامها يتجه إلى الصين وجنوب آسيا، وهناك من يرى ( أن أوباما يريد أن ينهي تدخل بلاده في الصراعات الخارجية كي يغادر البيت الأبيض رجل سلام) وبالمقابل هناك من فهم تقرب الولايات المتحدة من إيران بأنه يأتي ضمن خطة سرية مستجدة لتحطيم الإسلام السني ( وهذا ما أعلنه الروس صراحة) ولإغراق المسلمين في حروب طائفية يصير الصراع العربي الإسرائيلي إلى جوارها هامشياً".
ويتحدث عن السياسة المتوقعة من البيت الأبيض مع الرئيس القادم الجديد، فيقول يرى بعض المحللين " أن مجيء ترامب أفضل لأنه أوضح في عدائه المعلن للعرب والمسلمين، وفي إعلانه الصداقة الوطيدة مع بوتين، ويرى آخرون أنه قد يفاجىء الجميع بموقف صارم من نظام الأسد، بينما يتوقعون أن تتابع كلينتون سياسة سلفها مع بعض الاختلافات التي ميزتها مذ كانت وزيرة للخارجية دون التورط بحرب عالمية كما يتهمها ترامب. وليس مستبعداً أن تكون التسريبات عن إعادة رسم الخرائط في الشرق الأوسط تمهيداً لتصعيد خطير في العدوان على العرب وعلى المسلمين معاً، والمستفيدون من ذلك هم أصحاب المشاريع التوسعية على حساب العرب مثل إيران وإسرئيل" .
وعن تنظيم "الدولة" يقول نعسان آغا "لا يُستعبد أن يكون ظهور دولة داعش (والصمت الطويل عليها ريثما تتمكن ) جزءاً من خطة مشتركة، لتقديم أسوأ نموذج للإسلام السني وتشويه صورته عالمياً ووصمه بالإرهاب، وبالطبع لن تعترض إيران (الإسلامية !!) على ذلك لأنها ستجد فرصة للتوسع وتحقيق أهدافها في السيطرة على سورية واليمن كما تسيطر على لبنان والعراق".
و يشير إلى رأي آخر يقول "أن الأنظمة عالمياً تتعاطف بعضها مع بعض ( إلا ما ندر ) وأنّ تحول ثورات الربيع العربي إلى صعود قوي للإسلام السياسي، جعل العالم يتراجع عن دعمه لرياح التغيير في الشرق الأوسط، لأن هذا التغيير خرج إلى الماضي بدل أن يخرج إلى المستقبل، وأنّ الثورة السورية التي طغت عليها الشعارات الدينية ( وكثير منها مفتعل ) جعلت روسيا تخشى من امتداد نيران الثورات إلى فضائها الإسلامي حيث تغتلي في دول الكومنولث الروسي مشاعر الحنق والضيق بالفساد الذي سرق ثورات هذه الشعوب بعد خلاصها من سيطرة الاتحاد السوفياتي، وما تزال ثورة الشيشان هاجساً عند قادة الكرملين، كما أن إيران تخشى من تصاعد ثورات العرب في الساحل الشرقي وثورات القوميات الأخرى التي تغتلي تحت حكم الملالي".
يؤكد عضو الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة للأسد، أن المعارضة لا تعول "على سياسات الآخرين، بل نعتمد على ثبات شعبنا وقدرته على الصبر والتضحية والصمود، لكننا نثمن موقف الاتحاد الأوربي وبيانه الأخير ونشيد بمواقف بعض الدول العربية الشقيقة وبمواقف الدول الصديقة التي تدعم توجهنا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنقاذ مجلس الأمن من ديكتاتورية الفيتو".