نعسان آغا لبلدي نيوز: روسيا تريد وضع المعارضة أمام شروط إذعان - It's Over 9000!

نعسان آغا لبلدي نيوز: روسيا تريد وضع المعارضة أمام شروط إذعان

بلدي نيوز - (أمين محمد)
حُوصرت الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة السورية في مدينة حلب من قبل قوات نظام الأسد، وميليشيات تساندها إثر حملة عسكرية "متوحشة"، شارك فيها الطيران الروسي بكثافة في محاولة من موسكو لتغيير المعادلات العسكرية على الجغرافيا لفرض حل سياسي، فيما ترى المعارضة السورية أن هناك رغبة روسية بوضعها أمام شروط إذعان.
ونجحت مساعي روسيا، وإيران، والنظام في فرص حصار محكم على مناطق المعارضة في ثاني أكبر المدن السورية بعد العاصمة دمشق، إثر اتباع سياسة "الأرض المحروقة" التي أدت إلى استشهاد، وإصابة، وتشريد آلاف المدنيين، فيما بقي آلاف آخرون في الأحياء المحاصرة بانتظار المجهول، حيث يُبدي ناشطون خشية من ارتكاب قوات الأسد، والميليشيات الطائفية مجازر في حال استطاعت اقتحام أحياء حلب الشرقية التي تعرضت طيلة سنوات لـ"حرب إبادة" عن طريق البراميل المتفجرة، والصواريخ الفراغية، والقنابل العنقودية في ظل صمت دولي على المذبحة التي ترتكب بحق السوريين على امتداد سوريا.
ويرى مراقبون أن موسكو تحاول فرض حلول على المعارضة السورية تتيح "إعادة انتاج نظام الأسد"، من خلال محاصرتها عسكريا وخاصة في الشمال السوري الذي تعرض خلال الأيام القليلة الفائتة لحملة جوية شرسة انتهت بفرض الحصار على الاحياء المحررة في مدينة حلب.
وفي هذا الصدد، يرى سفير الائتلاف الوطني السوري في العاصمة الايطالية روما أن ما جرى في حلب "يجب أن لا يغيّر في المشهد السياسي شيئا"، مشيرا في حديث مع "بلدي نيوز" إلى أنه يجب على المعارضة أن تتفاوض "من موقع قوة"، وأن لا تتأثر "بما يجري على الأرض"، مضيفا: "بالرغم من الظاهر، فالثورة أقوى من المحتل حتى لو جاء بكل قوته".
من جانبه، يرى رياض نعسان آغا وهو الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفوضات المعبرة عن المعارضة السورية أن ما يجري في مدينة "مجريات معركة متحركة الأحداث، وهي سجال. كر وفر"، مضيفا في تصريحات لـ"بلدي نيوز": "هي تزيد الأوضاع تعقيدا، وتجعل فرص الوصول إلى حل عادل أشد صعوبة في حال اختلال التوازن"، مشيرا إلى "رغبة روسيا، وحلفائها بوضع المعارضة أمام شروط إذعان"، مضيفا: "وهذه الحالة ليست ما سمي ببناء الثقة تمهيدا لحل سياسي".
وجدد نعسان آغا مطالب المعارضة السورية "بفك الحصار عن كل المدن المحاصرة تنفيذا للقرار 2254 الصادر عن مجلس الامن الدولي أواخر العام الفائت.
وجاءت التطورات العسكرية في مدينة حلب في خضم حراك سياسي تقوم به موسكو وواشنطن من أجل وضع اللمسات الأخيرة على تفاهمات تتعلق بالملف السوري تتيح للموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا الدعوة الى جولة مفاوضات جديدة في جنيف الشهر المقبل.
ولم ترشح معلومات بعد عن الاجتماع الثلاثي المنعقد منذ الثلاثاء في جنيف بين مسؤولين روس وأمريكيين وأمميين، لمناقشة الملف السوري، وخاصة لجهة توثيق اتفاق تنسيقي بين موسكو وواشنطن بما يتعلق بمحاربة جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الاسلامية في مقابل الضغط على نظام الأسد لوقف استهدافه للمعارضة السورية التي تُوصف بـ"المعتدلة" لدى صنّاع القرار الدولي.
وشرع الثلاثاء نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، والمبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني، والموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، في سلسلة اجتماعات في مسعى لتقريب وجهات النظر بين موسكو، وواشنطن بما يخص ما يُسمّى "الحرب على الإرهاب"، والوصول إلى تفاهمات تتعلق بالتنسيق العسكري، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، لـ"إنعاش" المسار السياسي المتوقف منذ نيسان الفائت إثر تعليق المعارضة السورية لمشاركتها في مفاوضات جنيف اعتراضا على عدم اكتراث النظام بالقرار 2254، وخاصة للبنود التي تدعو الى فك الحصار عن المدن المحاصرة، وتسهيل دخول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين.
وذكرت مصادر اعلامية في موسكو لـ "بلدي نيوز" أن التطورات الميدانية الاخيرة في حلب محاولة من موسكو لـ "تحسين موقعها في التفاوض المستمر مع الإدارة الأمريكية حول الحل في سوريا الذي قدم جون كيري وزير الخارجية الامريكي مسودة له خلال زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو منتصف الشهر الجاري".

مقالات ذات صلة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

لمناقشة العملية السياسية في سوريا.. "هيئة التفاوض" تلتقي مسعود البرازاني

النظام يواصل استهداف ريف حلب بالطائرات "الملغمة"

جرحى مدنيون بقصف لقسد على الباب شرق حلب

قوات عشائرية تغلق معبر الحمران شرق حلب

تصريح من الأمم المتحدة بشأن تصعيد روسيا والنظام شمال غرب سوريا