متشبثون بالأرض لا محاصرون.. حملة حلبية تتحدى العالم - It's Over 9000!

متشبثون بالأرض لا محاصرون.. حملة حلبية تتحدى العالم

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

تناقل ناشطون وفنانون ومثقفون سوريون بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، منشوراً لشخص سوري من سكان الأحياء المحررة بحلب، يطلب من الجميع، سوريين وغيرهم، عدم إطلاق صفة "المحاصرين" على سكان أحياء حلب المحررة، بل "المتشبثون بأرضهم"، فهم ليسوا محاصرين رغماً عنهم، بل متمسكون بأرضهم بإرادتهم، وقد سنحت لهم عديد الفرص والهُدن لمغادرتها، إلا أن أحداً منهم لم يغادر.

كثيرون شعروا بالعجز إزاء المنشور، والعنفوان والكرامة التي فيه، بعد كل ما تتعرض له أحياء حلب من جحيم.. فنقل الفنان علي فرزات المنشور من دون أي تعليق، وكذلك فعل الناشط السياسي محي الدين لاذقاني، بينما أرفقه "منار حمشو" بتقديم موجز قال فيه: "ليس لنا عين أمامكم يا أشراف الأرض".. 

وقد جاء في المنشور: "نحن أهالي حلب المحررة.. نرفض أن يطلق الناس علينا اسم المحاصرين، فنحن لسنا محاصرين بالكره، ولو شئنا لخرجنا، وما من أحد منا إلا سنحت له مئات الفرص للخروج، واختار التمسك بالأرض والموت فيها.. حلب أنجبت 5 مليون نسمة، ولم يتمسك بها إلا 400 ألف رجل، هم الآن بداخلها.. لم ولن يخرجوا منها أحياء، قرروا التمسك بها حتى يدفنوا فيها.. أتمنى من كل إخوتي في حلب وخراجها أن يطلقوا علينا اسم المتمسكين بتراب حلب وأن لا ينادونا باسم المحاصرين فهو شتيمة لنا".

ويعيش في الأحياء الشرقية المحررة من مدينة حلب، ما بين 250 إلى 400 ألف مدني، في ظروف هي الأسوأ على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية، على كل المستويات.

وتُعمل روسيا وقوات النظام كل وسائل القتل فيهم، وتتعمد قصف وتدمير البنى الصحية والحياتية الأساسية من مشافي ومخابز ومستودعات مؤونة، كما تمنع أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية من الوصول إليهم، ولكنهم مستمرون، بـ 30 طبيباً فقط، وقليل جدا من الخبز والخضار التي باتوا يزرعونها بين البيوت وفي حدائق المنازل المدمرة.

وقد منّت روسيا ونظام الأسد أنفسهم بتهجير هؤلاء الصامدين، من خلال "الهدنة الإنسانية" المزعومة التي أقرتها روسيا في حلب منذ يوم الخميس واستمرت حتى أول أمس السبت، وقال نظام الأسد إنه فتح 6 معابر لعبور آمن للمدنيين، مع إغراءات بعدم المساءلة ومنحهم بيوتاً في حلب الغربية التي تقع تحت سيطرته، إلا أن أحداً لم يغادر.. فكانت الصدمة عالمية وليست محلية فقط، عبر عنها الوسيط الدولي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، مكذباً رأس النظام بشار الأسد الذي قال إن المدنيين بحلب يريدون المغادرة ولكن المسلحين يمنعونهم، ليعلن دي مستورا أن سكان حلب لا يريدون مغادرتها، بل يريدون إنهاء تلك الحرب.

وبناء عليه، استبعدت موسكو أي "هدنة إنسانية" في حلب، بعد فشل الهدنة التي أعلنت أنها انتهت السبت، وربطت أي هدنة جديدة بما وصفته بسلوك "مقبول" من قبل الجماعات المعارضة.

جاء ذلك على لسان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي قال في كلمة أمام المجلس الاتحادي الروسي إن الهدنة انتهت السبت، وإن العودة لها تتوقف على التزام الجماعات المعارضة "بسلوك مقبول"، متهما المعارضة بأنها أفشلت عمليات الإجلاء الطبي خلال الأيام الثلاثة من الهدنة.

وتعكس التصريحات، التي تخفي نية انتقامية، مدى غضب الروس من تشبث الحلبيين بمدينتهم، وإفشال خطة التهجير التي كانت معدة لهم.

وكان ناشطون حلبيون قد خرجوا الجمعة الماضية بمظاهرات في عدة أحياء محررة، أعلنوا فيها رفضهم المطلق للخروج من مدينتهم، كما عبروا عن رفضهم "معابر الذل"، متحدين الأسد وحلفاءه بأنهم راحلون وحلب هي الباقية.

مقالات ذات صلة

تجاوزت الألف.. إحصائية صادمة لعدد حوادث السير شمال غرب سوريا خلال 2024

قتيل للنظام على طريق إثريا خناصر بين حماة وحلب

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب

جرابلس..نفوق كميات كبيرة من الأسماك في بحيرة الغندورة

بالمسيرات والمدفعية.. النظام يصعد من قصفه بريفي حلب وإدلب

سكان حلب ومخاوف الوجود الإيراني بعد التطورات الأخيرة في ساحة الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي