بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
تداول ناشطون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر وقفة لنشطاء من مدينة حلب المحررة، اليوم الجمعة، وهم يعبرون عن موقفهم من "الهدنة الإنسانية" الروسية المزعومة، وسعي نظام الأسد لتهجير سكان الأحياء الأصليين لتوطين محتلين أجانب ممن يقتلون السوريين مكانهم.
اللافت في الفيديو، أن الشاب الذي وجه رسالة مقتضبة إلى الدكتاتور الأسد، عاد بالمرحلة إلى سنيّ الثورة الأولى، ليظهر زخماً عاطفياً ووجدانياً إلى جانب العزيمة والإصرار، حتى وصفه أحد المتابعين بأنه كان "كقلعة حلب".
الناشط الثوري، بدأ رسالته بذكر أسماء الأحياء المحاصرة الرازحة تحت نيران روسيا ونظام الأسد، ومن ثم عدد مفردات يتميز بها التاريخ الحلبي، كالزيتون والقلعة، وكأنه يوجه رسالته ليس باسمه أو بأسماء من معه، بل باسم تلك الأحياء وتاريخها وباسم الزيتون والقلعة وصمودهما وشموخهما..
"من الجلوم، من باب المقام، من شوارع حلب القديمة، من شوارع صلاح الدين، من شوارع المشهد... وكل المناطق المحررة التي سُقيت بدماء الشهداء: نحن أشجار الزيتون، إذا أردت أن تدخل لتقتلع أشجار الزيتون، فغيرك فعلها"..
وتابع، في مشهد يخيم عليه الجلال والخشوع: "لقد ماثلت الإسرائيلي في اقتلاع أهل الأرض، من الأرض، فنعم المقلوع وبئس القالع... نحن أشجار الزيتون، نقولها من حلب التي كسرتك وكسرت إيران وسوف تكسر الكل.. لن تستطيع أيها الفار في المهاجرين أن تبقى طويلا.. جلبت روسيا وجلبت إيران لحمايتك، ولن تستطيع أن تبقى"..
واستعرض الناشط الشاب المراحل الأصعب في تاريخ حلب، وكيف اندثر الغزاة كغبارهم، وبقيت حلب: "مر على حلب التتر، والمغول.. وكلهم راحوا وبقيت حلب، وأنت أيها الفأر بشار الأسد، ستدوسك أقدام المجاهدين"..
وفي رفض نهائي حاسم ومختصر لعمليات التهجير والاقتلاع من الأرض، قال: "باصاتك الخضر سنقلبها حمراء بدماء شهدائنا"..
واختتم الناشط الثوري حديثه الوجداني الصارم، بالانتقال إلى ذات المدينة والتحدث باسمها نيابة عن أمواتها وأحيائها.. "حلب تقولها عاليا: تستطيع أن تدخل ولكن على جثثنا، كما قالها جدنا يوسف العظمة لغورو، نقولها اليوم.. لن تمر إلا على أجسادنا"..