بلدي نيوز –(حذيفة حلاوة)
أثارت حالة الهدوء المستمر على جبهات النظام في المنطقة الجنوبية من سوريا، وتحديداً في كل من درعا والقنيطرة منذ حوالي العام ،حالة من الارتباك والتشاؤم لدى المدنيين في تلك المناطق، وسط تخوف من مصير يشابه أخوانهم في معضمية الشام وداريا، وغيرها من المدن والبلدات السورية التي تعرضت للتهجير القسري على الرغم من استحالة تطبيق ذات الأسلوب معها.
فمنذ حوالي العام لم يحدث أي تغيير مهم على الساحة في المنطقة الجنوبية، كما عهدها الجميع بالانتصارات على جيش النظام، وتحرير المناطق من نفوذه، فقد اقتصرت الفترة الماضية على صد اقتحامات النظام على المناطق المحررة والتي لم يخل بعضها من تقدم لقوات النظام، نتيجة أخطاء عديدة رد أغلبها إلى سوء تقدير الفصائل .
(أبو وليد)، أحد المهجرين من بلدة عتمان بالريف الغربي لدرعا يؤكد لبلدي نيوز بأن هناك تخوفاً شديداً بين المدنيين نتيجة حالة السكون للجبهات، وتوقف المعارك ويضيف بالقول: " نحن كسوريين نشهد سقوط مدننا وبلداتنا بيد النظام واحدة تلو الأخرى، دون قدرتنا على القيام بأي ردة فعل فالنظام مخادع ولا يمكن أن يترك أي منطقة خارج سيطرته، ولكنه يسعى لتركيز قوته على المناطق بالتدريج بهدف القضاء على معارضيه".
و في السياق ذاته قال محمد أبازيد : "نحن سكان أحياء درعا البلد المحررة نعلم يقينا بأن النظام سيستمر في محاولاته لاستعادة السيطرة على معبر الجمرك القديم على أطراف مدينة درعا، بهدف تأمين نقاط حدودية له مع الأردن، فصمته الحالي نتيجة تركيزه على مناطق أخرى أكثر أهمية له وما يحدث وحدث في ريف دمشق دليل على ذلك".
و تابع محمد بأنه سيبقى في موقعه مرابطاً على خطوط التماس على أطراف حي المنشية بدرعا البلد، دون كلل ويدعو إلى التجهز لأي حملة يقوم بها النظام للسيطرة على معبر الجمرك التي كان أخرها في شباط الماضي والتي انتهت بفشله في تحقيق أي تقدم.
يذكر أن المنطقة الجنوبية عموماً منذ حوالي العام، شهدت العديد من المعارك ضد النظام وتنظيم "الدولة"، لكنها لم ترق إلى قدرات وإمكانات الفصائل في المنطقة الجنوبية، التي يشهد لها تل الحارة واللواء 52 ومدن وبلدات درعا المحررة.