بلدي نيوز – (عمر يوسف)
أحال الحصار المفروض على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، الوضع الصحي والاقتصادي إلى مستوى كارثي، وسط غياب مقومات الحياة البسيطة، وندرة الوقود والأدوية، ودمرت الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها النظام وروسيا على المدينة معظم المشافي والمراكز الصحية، لتصبح مدينة منكوبة بكل المقاييس.
ومنذ أكثر من شهر، خرجت أكثر من أربعة مستشفيات عن الخدمة، جراء القصف الروسي المركز بصواريخ شديدة التدمير، ما دعا إلى إعلان الكوادر الطبية في المدينة عدم قدرتها على استقبال المصابين والجرحى، جراء الدمار ونقص أكياس الدم.
واستهدفت هذه الحملة الهمجية المنشآت الطبية في حلب، وتحديدا مستشفيات "شوقي هلال وعمر بن عبد العزيز والصاخور والبيان، ومركز الطبابة الشرعية"، بينها ما خرج عن الخدمة جراء القصف، ومنها ما زال يحاول العمل في ظروف غاية في الصعوبة، وتهديد بالتوقف بأي لحظة عن تقديم الخدمات الطبية العلاجية للمدنيين في حلب.
يقول مدير الطبابة الشرعية في حلب "محمد كحيل": "إن مدينة حلب بعد بدء الحصار تعرضت ومازالت لهجمة شرسة، بعد وقف إطلاق النار، حيث النظام ومعه روسيا يقومون بضرب البنى التحتية، ومحطات الكهرباء المياه، ولم تسلم المشافي والنقاط الطبية من القصف بالصواريخ الخارقة الارتجاجية، حيث تم استخدام كل أنواع الذخائر المحرمة من عنقودي إلى فراغي".
وأضاف كحيل - في حديثه لبلدي نيوز-: "زاد الحصار من أثره السلبي في فعالية المشافي وعملها، لاسيما أن هناك قلة كبيرة في الأدوات والمعدات الطبية، فيما لم يتم تعويض هذا النقص، وباتت معظم المشافي عاجزة عن استقبال العدد الكبير من الجرحى، وأصبح المدنيون يقفون في طوابير للحصول على العلاج والعمل الجراحي".
وختم كحيل بالقول: "مدينة حلب تتعرض الآن لأزمة إنسانية، والأطباء يتحملون ضغطا كبيرا، وهم في حالة ارتباك وعجز أمام الأعداد الهائلة من المصابين، نناشد الجميع تقديم العون، والعمل على تقديم الحلول، عن طريق تحييد المنشآت الطبية عن القصف".
ورغم النداءات المستمرة من المعنيين بالشأن الطبي في حلب، لم يقدم المجتمع الدولي سوى الشجب والندب، وتوصيف الحالة بأنها كارثية، وسط عجز مخجل.
فمساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أوبراين، أكد منذ أقل من أسبوع، على أن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من حلب، على وشك الانهيار التام وأن الأطفال هم الأكثر تأثراً.
وأضاف أوبراين في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن لبحث الوضع الإنساني في سوريا، أن الوضع في حلب هو أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا الآن، داعياً إلى هدنة ليومين، ومحاسبة المسؤولين المتورطين في جرائم الحرب.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة حاولت إيصال قوافل الإغاثة إلى المناطق المحاصرة وإسقاط بعضها جواً، إلا أن الإجراءات المتعسفة من النظام السوري، وغياب الضمانات لحماية القوافل تعطل وصولها إلى المناطق المنكوبة.
ووسط هذا الشلل العالمي الصادم، ينتظر أهالي حلب المحاصرين حلولا جذرية تنهي عذاباتهم المستمرة، وتوقف القتل اليومي المجاني بحقهم، وينظرون بعين متفائلة وأخرى أكثر حذرا.