بلدي نيوز – درعا (زين كيالي)
شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا في السادس من شهر تشرين الأول الحالي، جريمة غامضة ومجهولة الأسباب والدوافع، تعتبر حدثاً غير مسبوق في المنطقة، التي لم تشهد مثل هذه الحالات المرعبة، من تجرد البشر وخلعهم إنسانيتهم، وتحولهم لذئاب متوحشة.
ضحايا هذه الجريمة هم أم في الأربعينات من العمر، وابنتها التي لم تبلغ العشرين، فيما كان الشاهد الوحيد "طفل رضيع" بعمر السنة والنصف، لا يبدو أنه سينطق ليخبر عن الجناة.
الناشط الإعلامي (محمود الدمشقي) من جنوب دمشق، قال لبلدي نيوز "الأم وابنتها وقعتا فريسة لجريمة غامضة في درعا، وهما تنحدران من جنوب دمشق ومن سكان حي القدم، منطقة (شريباتي)، وقد توجهت العائلة لدرعا مع انطلاقة الثورة السورية وبقوا فيها إلى ساعة وقوع الجريمة".
وأضاف المصدر "ضحيتا هذه الجريمة الغامضة هما، الأم وتدعى (نوال السعدي) وعمرها 45 عاماً، والابنة تدعى (سوزان رمضان) وتبلغ من العمر 19 عاماً، ومتزوجة من شاب من بلدة (مسحرة)".
(الدمشقي) أشار إلى إن الجريمة اكتشفت قرابة الساعة الرابعة عصراً، حيث استغرب الجيران صوت بكاء الطفل الرضيع الذي لم ينقطع طوال اليوم، والذي تسبب باكتشاف الجريمة.
سرقة وقتل
المعلومات التي تسربت من التحقيق تشير إلى أن الفاعلين، سرقوا ما تملكه العائلة من ذهب ومجوهرات، بالإضافة إلى مبلغ مالي كبير، وقتلوا الأم والبنت عندما قاومتا عملية السرقة، وتركوا الطفل الرضيع الذي يبدو أنهم لم يلاحظوه، حيث تشير بعض التحريات إلى أن الجريمة وقعت عند منتصف الليل من اليوم السابق، تحت جنح الظلام، حيث استفاد الفاعلون من انقطاع الكهرباء ليلاً، للتستر والتنقل وتنفيذ جريمتهم.
خنقاً حتى الموت!
يؤكد الطبيب الشرعي الذي عاين الجثتين، أن أداة الجريمة كانت قطعة قماشية ربما تكون (اللثام) الذي كان الجناة يرتدونه، حيث كبلوا الأم والبنت وألصقوا أفواههما بشريط لاصق، ثم بدأوا بخنقهما بواسطة هذه القطعة القماشية حتى فارقتا الحياة.
وقدر الطبيب الشرعي توقيت وفاة كل منهما حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وبقيتا على حالتهما مدة خمس عشرة ساعة متواصلة، حتى اكتشفت الجثتان عندما دخل الجيران إلى المنزل، ليجدوا الأم وابنتها بهذا الوضع المرعب.
فيما أكد مصدر ميداني في درعا، قيام الثوار في المنطقة التي وقعت فيها الجريمة بعمليات بحث وتحري مكثفة، للكشف عن ملابسات الجريمة المروعة، بالإضافة إلى جهود منظمة من قبل الهيئات المدنية العاملة في المنطقة، حيث تجري مؤسسة الطبابة الشرعية في المنطقة بالتعاون مع عدد من القوى الفاعلة في المنطقة عدداً من التحريات، فرفعت البصمات عن مكان الجريمة، وعُثر على بعض متعلقات الجناة في الشقة، التي حصلت الجريمة فيها، وجاري مطابقتها والتحري عنها، حتى يتم التعرف على الجناة، الذين أكد القائمون على عملية التحقيق وجود قائمة بالمشتبهين، بدأ التحقيق معهم، ولن ينتهي قبل معرفة الجناة وتقديمهم للمحكمة.
العقوبة القصوى
تؤكد مصادر محلية متعددة من المنطقة، أن هول الجريمة، والتي نجم عنها إزهاق روحين بريئتين، لن يسمح بحدوث أي تسامح أو شفقة مع الجناة، الذين سيقدمون للمحاكمة فور اكتشافهم، ليواجهوا أقصى عقوبة ممكنة، جزاء ما اقترفته أيديهم الآثمة، حسب تعبير المصدر.