بلدي نيوز – (خالد وليد)
نشرت صفحة القناة المركزية لقاعدة حميميم الجوية الروسية، فيديو رسوم متحركة قصير، قالت في توصيفه "هذا ما تفعله طائراتنا بمقارنتها مع طائرات الجيش الأمريكي"، حيث أظهر الفيديو الرواية الروسية للأوضاع في الشرق الأوسط، والعلاقة بين أمريكا و"الإرهابيين " وروسيا.
إبرار جوي!
يظهر في الفيديو بداية طائرة أمريكية F22 تحلق عبر الصحراء، ثم بعد ثوانٍ تظهر مجموعة من "الإرهابيين" بشكل (خراف بذقون)، والذين يركضون بطريقة همجية، ثم تظهر فوقهم طائرة أمريكية، تلقي لهم بالصناديق الملفوفة بشكل هدايا، والتي يفرح "الإرهابيون" لرؤيتها، ويبدؤون بالرقص بشكل هستيري، وعندما يفتحونها يحصلون على أسلحة متنوعة، بداية بالبنادق مروراً بصواريخ تاو، وصولاً إلى سيارات الدفع الرباعي المسلحة (يظهر على السيارة رشاش متوسط روسي عيار 12,7 كورد).
ثم تأتي طائرة ثانية (روسية هذه المرة)، ليبدأ "الإرهابيون" بالرقص مرة أخرى، لكنهم يصدمون عندما تلقي عليهم قنبلة هذه المرة وتمزقهم جميعاً، وتبقى سليمة فقط صورة أوباما عابساً على مصير أتباعه .
رسائل موجهة
الفيديو على بساطته، وكم الكوميديا الكبير الذي فيه، لكنه لا يخلو من رسائل كثيرة ومتعددة، والتي تشمل جميع الأطراف المذكورة في الفيديو وغير المذكورة .
لعل أوضح فكرة هي ادعاء روسيا دعم أمريكا "للإرهابيين" في المنطقة، والتي وصلت لمرحلة إلقاء جميع أنواع الأسلحة لهم من الجو .
الجميع "داعش"!
المميز في الجماعة "الإرهابية " التي ظهرت في الفيديو، أنها لم تكن تحمل أي علم أو راية، ولا حتى راية مشوهة لفصيل ما، أو أي شكل أو رمز يدل عليها، لكن "عناصر" هذه المجموعة الإرهابية تحمل صفات جميع الفصائل التي تقاتل ضد النظام وروسيا في سوريا (من ذقون وشعور وأغطية وجوه وغيرها)، في محاولة لدمج جميع الفصائل بجميع أنواعها وتوجهاتها ومرجعياتها، في كتلة واحدة والقول إنهم جميعاً إرهابيون، لا يختلفون عن بعض (و يمكن قصفهم).
كذلك فأنواع الأسلحة التي ظهرت في الفيديو تعني الكثير، وتحديداً قواذف التاو، والتي تعني أن جميع الفصائل السورية، حتى تلك المدعومة أمريكياً ستكون هدفاً للقصف، وأنها ستتعرض للإبادة .
خراف !
المميز في الصورة التي استخدمت لوصف "الإرهابيين " هي استخدام صورة الخراف، وأنهم يتحركون ويركضون ويتحدثون لغة بدائية غير مفهومة، وهي صورة لا تخلو من إشارات واضحة لعدة أمور، الأمر الأول محاولة للقول إنهم "أي الإرهابيون" أغبياء، وأنهم يمكن قيادتهم كالقطيع، وأنه يمكن ذبحهم جميعاً بدون أي مشكلة، فهم في النهاية "خراف".
و أنه لا مشكلة من القصف العنيف، فالمكان خالٍ وهو مجرد مساحات من الكثبان الرملية، وأنه مجرد صحراء قاحلة خالية من أية مدنّية أو حضارة .
كذلك استخدام قنبلة واحدة من قبل قاذفة سوخوي 34 الروسية التي قصفت "الإرهابيين"، هو محاولة للقول إن الروس قادرون على تدميرهم بضربة واحدة، وأن قنابلهم دقيقة وفعالة جداً .
السيادة الوطنية محفوظة!
ظهرت في أول الفيديو كلمة (سوريا عام 2016)، ثم طائرة أمريكية وطائرة روسية، في حين لم يظهر "الأسد" الذي تحاربه الخراف، ولم يبد أي اعتراض ولا حتى احتفاظ بحق الرد، ما يعني أن روسيا لا ترى الأسد في أي جزء من أجزاء العلاقة بينها وبين أمريكا في سوريا .
غسيل دماغ
نشر الفيديو في هذه المرحلة ليس حدثاً منعزلاً، بل هو عمل منظم، وهو جزء من الحرب النفسية والسيكولوجية الروسية، الموجهة بالدرجة الأولى ضد السوريين .
كما أنه يحمل رسالة أخرى للسوريين تحديداً، أن أوباما عاجز وسيبقى هو بينما ستبادون أنتم .