بلدي نيوز – (عمر يوسف)
عادت التفجيرات المنسوبة إلى تنظيم "الدولة"، لتضرب هذه المرة مدينة حماة الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بعد تفجيرات سابقة في عدة مدن بسوريا، لتثير التساؤلات عن توقيت هذه التفجيرات، ومدى ارتباطها بالأحداث الميدانية في ريف حماة.
فظهر اليوم قُتل عنصران من شبيحة النظام السوري أمام فرع "حزب البعث" وسط مدينة حماة، فيما أعلن تنظيم "الدولة" تبنيه للهجوم عبر انتحاريين، مثيرا سيلا من الشكوك عما وراء هذا الهجوم.
في نظرة سريعة على ريف حماة الشمالي، يبدو المشهد العسكري لصالح الثوار، لاسيما أن مدن وبلدات الريف سقطت واحدة تلو الأخرى خلال المعارك الأخيرة، ومن أبرز تلك المدن "طيبة الإمام ومعردس ومعان والطليسية" وغيرها، وباتت الفصائل قريبة جدا من حدود حماة المدينة القابعة تحت سلطة النظام.
ويرى مراقبون أن النظام السوري الذي اعتاد أن يستخدم تنظيم "الدولة" كشماعة لمحاربة الإرهاب داخل سوريا، قد يكون وراء معظم التفجيرات التي تستهدف المدن الخاضعة لسيطرته، لإظهار نفسه بمظهر الضحية التي تتعرض للإرهاب.
يقول الصحفي "تمام حازم"، متحدثا حول تفجير اليوم بحماة: "النظام حتما هو وراء هذا التفجير، لاسيما أن المكان أشبه بثكنة عسكرية، وهو ما ينفي قدرة أحد على الاختراق الأمني في هكذا منطقة".
وأضاف حازم، في حديث لبلدي نيوز "لا يمكن أن نتجاهل ما يحدث على الأرض في الريف الشمالي، خصوصا أن الثوار يحرزون تقدما كبيرا، ولعل التفجير هو رسالة إلى العالم أن تنظيم الدولة يهدد مدينة آمنة - على حد وصف النظام- بالدمار والموت".
تغطية إرهاب النظام بحلب
من جهته، قال القيادي في "جيش العزة"، محمود المحمود: "التفجيرات خطوات مدروسة من نظام الأسد، ولا تختلف عن مسلسلات سابقة نفذها في عامي 2011 و 2012 الهدف منها أولا تبرير سياسة إجرامية منظمة في حماة".
وأضاف القيادي المحمود، لبلدي نيوز "نحن نعلم أن الإجراءات الأمنية لقوات النظام في حماة، إن لم توازِ دمشق، فهي أشد منها، فالنظام أراد من هذه التفجيرات تغطية إرهابه في حلب في ظل حضور وتعاطف دولي نحو حلب الشهباء، ونحن الذين علمنا مكر وخداع ودهاء النظام من وراء تلك التفجيرات".
تخويف الناس
ويرى الناشط الميداني من حماة، أحمد العلي، أن التفجيرات هي من صنيعة النظام مع اقتراب الثوار إلى حماة المدينة، "فخلال دقائق انتشرت قوات الأمن وسيارات الإسعاف في المكان على غير عادته ما يثير الشكوك ويؤكد ضلوعهم في التفجير".
وأضاف قائلا "يأتي هذا لزعزعة الأمن والاستقرار داخل المدينة ولترهيب السكان وتخويفهم من الثوار، وتبرير استقدام المزيد من المليشيات العراقية والإيرانية لمساندته ضد ما يصفه بالإرهاب".
وذكر ناشطون من مدينة حماة لبلدي نيوز أنه وفي تمام الساعة الواحدة وثلاث وثلاثون دقيقة من ظهيرة اليوم الاثنين سمع دوي انفجارين في ساحة العاصي وسط مدينة حماة، تبين فيما بعد أنها استهدفت مقر حزب البعث، ونتج عنهما مقتل اثنين من الشبيحة على الفور وإصابة 12 آخرين عرف منهم مصور وكالة سانا في حماة.
وسارع تنظيم "الدولة" لتبني العمليات معلناً أن ثلاثة من عناصره قد فجروا أحزمة ناسفة في الأمكنة المستهدفة.