بلدي نيوز- حماة (شحود جدوع)
يتميز الريف الحموّي بتنوعه الإثني والمذهبي، حيث تتوزع حول مدينة حماة مدن وقرى سنية وعلوية ومسيحية تتداخل فيما بينها جغرافياً واجتماعياً بشكل معقد، مما سهل على النظام ترهيب هذه الأقليات وترغيبها، في آن معاً، كي تبقى في صفه، منادياً بحمايتها من الحاضنة التي كانت تعيش وسطها لقرون خلت.
التدخل الروسي بريف حماة
مع بدء التدخل الروسي في سوريا، كانت مدن "كفرزيتا، وكفرنبوذة، واللطامنة" هي فقط من تحررت من سيطرة النظام، فحاول الروس دعم نظام الأسد جوياً، للتقدم والسيطرة على مدينة كفرنبوذة، وتل الصياد، ما يؤدي إلى سقوط ريف حماة كاملاً، إلا أن كتائب الثوار تمكنت من صد هذه الهجمات وتكبيد قوات النظام خسائر فادحة، كما تمكنوا أيضاً من تحرير مدينة "مورك" واستعادة تلة سكيك وقرى "سكيك وعطشان وقبيبات" ما أجبر قوات النظام على التراجع إلى مناطقه في "صوران ومعان وطيبة الإمام" .
في المرحلة الثانية من هذه المعارك، استطاع الثوار السيطرة على "حلفايا، وطيبة الإمام، وصوران، ومعردس، ومعان" في عملية عسكرية واسعة شاركت فيها فصائل بارزة على الساحة السورية مثل (جند الأقصى، وجيش العزة، وجيش النصر، وجيش الفاروق، وأبناء الشام، وجند الشام).
بعد سيطرة الثوار على قرية "معان" الموالية، عملوا على حماية خطوطهم الخلفية، والتخفيض من نقاط الرباط التي كانت تستهلك مئات المقاتلين، وأصبحت مدينة حماة، هدفهم المنشود، تحت أنظارهم مباشرة، لكن تواجههم عقبات عسكرية تتمثل بعدة مواقع محصنة للنظام السوري بريف حماة الشمالي يعتمد عليها بشكل كبير، كجبال زين العابدين وكفراع ونقطة الأمن السياسي، وبلدة قمحانة أحد خزانات الشبيحة.
أهمية حماة
إن سيطرة الثوار على مدينة حماة ستشكل ضربة موجعة للنظام السوري في شمال سوريا، حيث تعتبر المدينة وبعض القرى فيها خزانه البشري الأكبر، فضلاً عن مطار حماة العسكري، مركز انطلاق طائراته الحربية في شمال سوريا، التي يقصف بها أحياء ومنازل المدنيين الأبرياء.
وسيطرة الثوار على حماة تؤدي حتمياً إلى تطويق النظام في حلب، حيث يصبح المعبر الوحيد للنظام، هو طريق السلمية- حمص الذي يتميز بجغرافيته الوعرة، حيث يتمتع الثوار بالأفضلية في هذه الظروف، وبإمكان الثوار استغلال هذه الأفضلية والتقدم في هذه المناطق وتوجيه ضربة عسكرية قوية للنظام السوري وحلفائه، تقلب موازين الأمور في الوسط والشمال السوري.