بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
أعلنت قوات الأسد أمس الاثنين، انتهاء سريان "الهدنة" المستمرة منذ أسبوع بموجب اتفاق كيري لافروف، متهماً الثوار بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار، وفق بيان نقلته وكالة "سانا" التابعة للنظام.
جاء هذا الإعلان على خلفية رفض نظام الأسد ومن خلفه إيران التفريط بمدينة حلب وإصرارهم على حصارها، بعد أن كلفتهم آلاف القتلى والجرحى، وعملا على إفشال هدنة اتفاق كيري-لافروف، بداية بمنع وصول المساعدات إلى حلب، مروراً بمحاولات تهجير سكان المعضمية بريف دمشق وحي الوعر بحمص، وصولاً لإعلان انتهاء الهدنة، على الرغم من أن بنود الاتفاق تصب بمصلحة النظام بالدرجة الأولى.
يمكن إرجاع السبب إلى الرغبة الإيرانية بذلك، فتوقف القتال سوف يسلب إيران الكثير من المكاسب التي حققتها في سوريا، فنقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابر أنصاري قوله خلال لقائه بشار الأسد في دمشق أمس الاثنين، إن طهران عازمة على تزويد نظام الأسد بأي مساعدة يحتاجها لقتال من وصفهم بالإسلاميين المتشددين.
وكان بشار الأسد قد ألمح بعد تهجير سكان داريا إلى متابعته عملياته العسكرية، وقال "سوف نطرد الإرهابيين من الأراضي السورية"، وهذا بالضرورة مدعوم إيرانياً، حيث أن موسكو تحاول الاستفادة ما أمكنها من المدة المتبقية من عمر الإدارة الأمريكية.
واعتبرت بعض جهات المعارضة السورية المسلحة أن نظام الأسد استثمر فترة الهدنة لإعادة تموضع عناصره، متوقعين أن يشن هجوماً عسكرياً جديداً على مواقع تسيطر عليها المعارضة.
وكان نظام الأسد قد عاد لمحاصرة أحياء مدينة حلب الشرقية منذ بداية شهر أيلول الحالي بعد أن استعان بميليشيات طائفية استقدمتها إيران من العراق، حسب ما نقل عدد من الناشطين، ورفضت روسيا حينها تأمين التغطية الجوية لقوات الأسد والميليشيات المقاتلة إلى جانبه.
وتمكن النظام من حصار حلب بعد أشهر طويلة من حملته العسكرية في محيط المدينة، مستعيناً بميليشيات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وهذا ما كلفه المئات من الأرواح والعتاد.
ويأتي ذلك في الوقت الذي عرضت فيه الهيئة العليا للمفاوضات في نيويورك رؤيتها للحل السياسي، وذلك على هامش انعقاد الدورة 71 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، بتنظيم من المملكة العربية السعودية.
والتقى المنسق العام للهيئة رياض حجاب خلال المؤتمر بأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، وقال بيان للهيئة أن اللقاء تناول آخر مستجدات الأوضاع في سوريا، وممارسة النظام لأعماله الوحشية من عمليات القتل الجماعي والتهجير القسري بحق الشعب السوري الأعزل وتجاهل النظام لتنفيذ الحلول الدولية التي من شأنها وضع حد لشلال الدم السوري.
المحرر العسكري لبلدي نيوز (راني جابر) أكد أن الصيغة التي يفترضها الاتفاق لإيقاف عمليات القصف التي تنفذها قوات النظام جواً والتي ستستبدل بعمليات قصف أمريكية-روسية، سوف تكون مفيدة للنظام على المدى القصير، لكنها مضرة لإيران على المدى الطويل، وقال "تعلم إيران أنه لا تستطيع الدخول بشكل مباشر في هذا الحلف الجوي، وأي عمليات ستقودها أمريكا وروسيا سوف تكون لمصلحتهما، في حين ستدفع هي الخسائر البرية وتحصل على الفتات، وستحدد خطوط عملها بالمناطق التي يقبل الروس والأمريكان قصفها، ما يعني عجزها عن فتح المعارك في المناطق التي تحتاجها أو تختارها في حال منع طيران النظام من التحليق، خصوصاً بسبب حاجة ميليشياتها لتمهيد جوي كثيف خلال العمليات وإلا فالفشل المؤكد مصيرها"، وتابع بالقول "إيران لم تنه مخططاتها بعد، وبحاحة للكثير لإنهائها، وتوقف النظام عن الدفع بكامل قوته في المعارك وتحويلها لعمليات مركزة سوف يضر إيران جداً ويحد من قوتها وتمددها في سوريا، ما يعني أن دورها سيبدأ بالانحسار، فإيران ترى في الهدنة ثم الاتفاق تجريداً ضمنياً لها من مكاسبها في سوريا، ما دفعها لتخريب الهدنة، ولا يستغرب أن يكون هذا جزءاً من المخطط الكلي للاتفاق الروسي-الأمريكي الذي يسعى لتعويم النظام الذي اتهم الثوار بإفشال الاتفاق، والذي عطل الأعمال الانسانية في سوريا وخاصة في حلب الحاصرة إمعاناً في التضييق على السوريين، عبر قصف قافلة المساعدات، في محاولة للاستفادة من الوضع القائم بعد فشل الهدنة".