بلدي نيوز –حلب (صالح العبدالله)
طالب المدنيون في الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، مراراً وتكراراً الفصائل العسكرية داخل المدينة بالتوحد تحت راية واحدة، لمواجهة هجمات النظام وميليشياته المتعددة بعد سلسلة الهجمات على المدينة طوال السنتين الأخيرتين وحتى اليوم، من جميع الجهات وتضييق الخناق عليها ومن ثم الحصار الذي كسره جيش الفتح لفترة قصيرة ثم عادت قوات النظام وميليشياته لإحكامه مرة أخرى.
أدت الحملات التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لحشود المدنيين في الأحياء المحاصرة في حلب، إلى استجابة رمزية من الفصائل الثورية تمثلت بتصريحات حملت الوعود بالعمل على التوحد، لكن دون جدوى، إضافة إلى عقد اجتماعات بين قادة الفصائل لم تسفر عن خطوات فعلية.
وفي هذا الصدد التقى مراسل بلدي نيوز في حلب (عبدالكريم الحلبي) بمسؤول المكتب السياسي في تجمع (فاستقم كما أمرت) زكريا ملاحفجي، للوقوف على ما وصل إليه موضوع توحّد الفصائل في حلب حيث قال: "جرت محادثات عدة ومازال العمل على التوحد قائم بشكل كبير، حيث بدأنا مع الجبهة الشمالية ثم طُرح موضوع آخر ، وآخِر طرْح كان مع القائد أبو قتيبة (قائد تجمع فاستقم كما أمرت) وكان الطرح هو عمل مجلس داخل مدينة حلب المحررة، لكن كل ذلك وللأسف لم يجد نفعاً بسبب ضعف التفاعل".
وتابع ملاحفجي، "والآن نحن بأمس الحاجة لجمع كل شتات الفصائل عموماً وفي حلب تحديداً لكسر هذا الحصار والمواجهة الحقيقة لهذا الصراع، والذي حصل نحن طرحنا عدة مبادرات كتجمع على الفصائل وقمنا بزيارتهم لعشرات المرات وطلبنا منهم التوحد، لكن هناك معوقات وتلكؤ ووقوف على تفاصيل كما أيضاً هناك معوقات أخرى وهي اللاإرادة واللامسؤولية".
وأضاف ملاحفجي لبلدي نيوز، "لكن لا نتيجة لكل ما تم العمل عليه للأسف، نتمنى من كل الفصائل أن تضع نفسها أمام المسؤولية وتتخلى عن كل الأشياء، فهناك مظلة وطنية تجمع الجميع كما أن هناك هدف واحد يجمع الجميع فلابد من ترك الأمور النفسية والفصائلية والسعي بشكل حثيث وجاد لعمل ومشروع وطني يجمع كل الناس، فالهدف العام والمصلحة العامة مقدمة بالمطلق على أي أهداف حزبية أو شخصية وإلى آخره".
ويرى المدنيون في حلب والبالغ عدد نحو 400 ألف مدني محاصر في الأحياء الشرقية للمدينة أن التوحد بات ضرورة ملحة وخاصة بعد نجاح "جيش الفتح" المكون من عدة فصائل بكسر الحصار وقبلها تحرير مدن بأكملها وأنه لو حدث فعلاً سيكون هناك قلب للموازين في مدينة حلب وربما ليس فك الحصار فحسب إنما محاصرة قوات النظام أو ربما تحرير المدينة.