عيون على حلب.. و"الفرصة الأخيرة" على المحك - It's Over 9000!

عيون على حلب.. و"الفرصة الأخيرة" على المحك

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

تحاول الإدارة الأمريكية، بالتعاون مع الجانب الروسي، الاستحواذ بشكل كامل على الملف السوري، وحصر الحلول بينهما، غير أنّ تشعّب الأطراف المرتبطة بهذا الملف، جعل مهمة هذين الطرفين أعقد مما تصورا.
ففي آخر ما توصّل إليه، حول مستجدات الوضع في سوريا، أصدر البيت الأبيض تصريحاً، اتهم فيه النظام السوري وموسكو بعرقلة الاتفاق المبرم أخيراً مع روسيا، حيث ورد في التصريح أنّ "نظام الأسد و موسكو هما السبب المباشر في عدم دخول المساعدات الإنسانية إلى حلب".

وبالرغم من أنّ الأطراف الدولية قد ربطت موضوع نجاح الهدنة بدخول المساعدات الإنسانية، غير أن الجانب الروسي لا يبدو مكترثاً بالموضوع، حيث صرّح وزير الخارجية الفرنسي، أمام الصحافيين في العاصمة الأوكرانية "كييف"، أن “المحك هو وصول المساعدات الإنسانية (إلى سكان المناطق المحاصرة). هذا أمر حاسم، وخصوصاً في حلب"، ولفت "جان مارك إيرولت" إلى أنّه "إذا لم يتحقق فإن الإعلان عن هدنة لن يكون ذا مصداقية".

وكانت رئاسة الأركان الروسية قد أعلنت عصر اليوم، الخميس 15 أيلول، عن بدء انسحاب الآليات العسكرية التابعة لقوات الأسد من طريق الكاستيلو" الواقع شمال مدينةحلب وذلك في سياق إنشاء منطقة خالية من السلاح".

وعلى الرغم من تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، يوم أمس، والتي ذكر فيها أنّ "قوافل المساعدات بحاجة للسماح بالدخول دون عوائق، وتلك المساعدات مختومة بختم الأمم المتحدة من أجل أن تدخل"، وتأكيده على  أنه "من الضروري دخول المساعدات إلى شرقي مدينة حلب". غير أنّ الطرف الآخر لم يبدِ جديّة حيال هذه التصريحات، حيث أوضح المبعوث الأممي أنّ "الأمم المتحدة على استعداد، ولكن الطرف الآخر مطالب بالقيام ببعض الواجبات، وشرقي مدينة حلب مهم بالنسبة لنا، لأنه منذ مدة تم عزل هذه المنطقة بسبب الأعمال القتالية".

حول استعدادات فصائل المعارضة لتنفيذ بند إدخال المساعدات، أكّد الناشط الإعلامي "عثمان حلبي" أنّ "النظام السوري أعلن أنه قد انسحب من طريق الكاستيلو مسافة 1000م، وانسحبت فصائل المعارضة مسافة 500م، بالمقابل، وذلك تمهيداً لإدخال المساعدات الإنسانية، ولكن ما من تأكيدات على إتمام عملية انسحاب الطرفين بشكل كامل".

وكانت قوافل المساعدات الإنسانية، المتجهة نحو حلب، قد دخلت من الأراضي التركية، عبر معبر باب الهوى، متجهة نحو حلب، ظهر اليوم.
من جانبه، يؤكّد "ياسر اليوسف"، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي أنّ الفصائل الثورية المسلحة "قد أعلنت بإحساس عالٍ بالمسؤولية موقفها المعلن، للتعامل مع الهدن الإنسانية بشكل إيجابي، وأبدت التزامها بتأمين وضمان وصول أي مساعدات لأهلنا المحاصرين بكافة المناطق".. مشدّداً على أنّ "نجاح أي هدنة مرتبط بالتزام نظام الأسد بوقف الأعمال العدائية الذي طالما انتهكه بالهدن السابقة، دون أي عقوبات جزائية أو ضمانات دولية لإنفاذ الهدنة واستمرارها".

وحول ما إذا كانت الفصائل الثوريّة المسلحة، قد طالبت بأي ضمانات أو شروط لإدخال المساعدات، أوضح القيادي في حركة الزنكي، أنّ الأمم المتحدة لم تمنح أية ضمانات، مشيراً إلى أن "المخول بمنح الضمانات هم رعاة اتفاق الهدنة، الأمريكان والروس". وأنّ "الموقف العام يعتمد على إجراءات مرحلية من الطرفين، تضمن تنفيذاً مرحلياً"، مؤكّداً أنه "لم يرد بالوثائق أي عقوبات جزائية، إزاء أي انتهاك سوى أنه ستنهار الاتفاقية برمتها، والعودة للقتال مجدداً."

في السياق ذاته، يوضح "ياسر اليوسف"، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أنّه "يسود جو من عدم الثقة بالتعامل مع هكذا اتفاقيات، لأن ذاكرة السوريين لم تنس غدر النظام ومكره في اتفاقيات سابقة"، وأنّ"الموقف الموحد للفصائل الثورية المسلحة، لم يأتِ صدفةً، وإنما من خلال تنسيق وتعاون مشترك، انطلاقاً من مبادئ أجمع عليها جميع الثوار، ولن يتجاوزوها سابقاً ولا لاحقا".

ما زال السوريون يترقبون وصول المساعدات إلى شرقي حلب، لا لأن قرابة أربعمائة ألف مدني متواجدون تحت الحصار حالياً فقط، بل لأنّ مستقبل سوريا برمّته بات مرهوناً بدخول هذه المساعدات، كونها المقياس الحقيقي لمدى جدّية جميع الأطراف في التعامل مع اتفاق "الفرصة الأخيرة".

مقالات ذات صلة

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

بدء اجتماعات مؤتمر أستانا 22 في كازاخستان