بلدي نيوز
أعاد شبان وناشطون سوريون تسليط الضوء على قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن الحل السياسي في سوريا، وكونه المخرج الملائم من الحال الذي آلت إليه الأوضاع، عبر مبادرة “شباب حوران” التي نتجت عن جهد مشترك بين معارضين من درعا والسويداء.
ويلتقي ناشطون في الجنوب السوري ضمن المبادرة للتأكيد على قرار مجلس الأمن الصادر عام 2015، والذي يؤكد أن “الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد”، كما يدعو إلى “تشكيل حكومة انتقالية” و”إجراء انتخابات برعاية أممية” ويطالب بـ”وقف أي هجمات ضد المدنيين”.
واعتبر الشباب المبادر أن تطبيق القرار ضروري جدا وهو الأمل الوحيد لوقف النزاع المسلح في البلاد والحفاظ على ما تبقى من بنية تحتية تساعد البلد على العودة والنهوض مجددا.
وقال (س.م) مدير مبادرة “شباب حوران” لموقع الجزيرة نت، إنها جاءت نتيجة جهود العديد من الشباب والناشطين الفاعلين في محافظتي درعا والسويداء بهدف الوصول إلى حل نهائي لما تعيشه البلاد حاليا من معاناة نتيجة الحرب، مما أثر سلبا على فئات المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص.
وأضاف أن المبادرة وجدت في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الحل الوحيد في الوقت الحالي للعمل على المطالبة بضرورة تطبيقه للوصول إلى تسوية سياسية شاملة في سوريا، حيث تضمن بنودا عدة، أبرزها تشكيل هيئة حكم تشمل جميع الأطياف، والعمل على انتقال سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، وصياغة دستور جديد للبلاد.
ولايزال القرار في مواجهة عوائق عدة أهمها، عدم التزام الأطراف المتنازعة بالوقف الدائم لإطلاق النار، وتعثر تشكيل الهيئة الانتقالية السورية، وتحديد مصير بشار الأسد، كما أن تدخلات خارجية من دول أخرى في النزاع السوري تُعقّد عملية التسوية السياسية، ونقص التمويل والدعم الدولي لتنفيذ القرار وتحقيق التسوية السياسية في البلاد.
وأوضح مدير مبادرة “شباب حوران” (س.م) أن التنسيق بين نشطاء محافظتي درعا والسويداء هو الأول من نوعه على هذا المستوى منذ بداية الثورة السورية في مارس/آذار2011، وأنه لن يكون الأخير لما لمسوه من ثمار هذا التنسيق ومن تبادل الخبرات.
وتواجه المبادرة صعوبات عدة من بينها عدم معرفة الكثير من الأهالي بتفاصيل القرار الأممي وبنوده ومنهم من لم يسمع به نهائيا في وقت سابق، حسب المتحدث نفسه، الذي يوضح أنها حملت على عاتقها تسليط الضوء على القرار وتعريف الأهالي ببنوده ودواعي ضرورة تطبيقه وتداعيات عدم تطبيق ما جاء به على البلاد.
وقال إن القائمين على المبادرة قاموا بالعديد من النشاطات لتعريف شرائح المجتمع بالقرار من خلال عقد جلسات حوارية مع وجهاء في المنطقة وعدد من الشبان، كما كان للمرأة نصيب من هذه الجلسات تحت إدارة ناشطات يعملن ضمن المبادرة، وشهدت تنظيم ورشة حضرها بعض الناشطين في المجال الصحفي في المنطقة و شرح أهمية دور الصحافة في المساعدة بتسليط الضوء على القرار ودفعه إلى الواجهة من جديد.
من جانبها، قالت (غ. ع) ناشطة في مبادرة “شباب حوران” بمحافظة السويداء، إن عمل المبادرة كان مكملا للحراك السلمي الذي تشهده المحافظة منذ سنة تقريبا من خلال المشاركة بالوقفات الاحتجاجية ورسم جداريات تعبر عن السلام والتغيير الديمقراطي.
و كان للمبادرة دور في تسليط الضوء على القرار الأممي من خلال ورش للإعلاميين والفنانين والنشطاء، بحسب المتحدثة ذاتها، بالإضافة إلى تنسيق أعضائها جلسات حوارية استهدفت الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في المحافظة. مشيرة إلى أن الحراك الذي تشهده السويداء أظهر للعالم أن المطالب جميعها سلمية حتى ينال الشعب السوري ما يحلم به من تغيير وعيش بأمان وحرية.
وشددت (غ. ع) على ضرورة تسليط الضوء على القرار رقم 2254 بشأن سوريا معتبرة أن فيه الحل لتحقيق مطالب السوريين رغم الصعوبات وعدم قبول اﻷسد بتطبيقه “لأنه يعلم أن فيه نهايته، لأن بند إجراء انتخابات رئاسية بإشراف الأمم المتحدة وحده قادر على الإطاحة به بعد سنوات من القتل والتدمير”، وفق تعبيرها.
ويطمح القائمون على المبادرة أن تكون هناك زيادة في الوعي تجاه هذا القرار من خلال أنشطتهم وخلق حاضنة شعبية داعمة له والعمل بشكل موسع، للمطالبة بتطبيقه كخطوة أولى نحو الديمقراطية وإتاحة الفرصة لجميع السوريين للمشاركة في اتخاذ القرارات التي تخص بلادهم.
كما يسعى شباب مبادرة “شباب حوران” إلى رفع مستوى التنسيق بين محافظات الجنوب السوري بشكل مبدئي، ومن ثم الانتقال إلى مناطق أخرى لتعزيز الضغط على سلطة اﻷسد.
وكان الأعضاء الـ15 في مجلس اﻷمن قد صوتوا على هذا القرار بالإجماع، لكن لم تُطبق أي من بنوده بعد أكثر من 8 سنوات على إقراره.